سيعيد الرئيس الافغاني حامد كرزاي النظر في استراتيجيته التفاوضية مع حركة طالبان المعلقة في الوقت الراهن اثر اغتيال الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني الذي كان مكلفا بالتفاوض مع المقاتلين بعد عشر سنوات على اندلاع الحرب. ويحاول كرزاي وبتشجيع من المجتمع الدولي منذ سنوات اقناع طالبان بالتفاوض حتى انه عرض عليهم مسؤوليات في الحكومة اذا القوا السلاح لكن قادة طالبان المتطرفين الذين يحققون تقدما ميدانيا منذ 2007، لم يردوا بشكل ايجابي حتى الان باستثناء بعض الاتصالات التمهيدية. وصرح سياماك هراوي الناطق باسم الرئاسة الافغانية الاحد بان «كل مباحثات السلام مع طالبان علقت وسيراجع الرئيس استراتيجية السلام والمصالحة». واضاف ان الرئيس سيعلن استراتيجيته الجديدة في خطاب متلفز الى الامة «قريبا جدا». واتخذ القرار اثر اغتيال برهان الدين رباني الذي كان رئيس المجلس الأعلى للسلام والذي كلفه كرزاي محاولة فتح مفاوضات مع طالبان. وقد قتل في انفجار عبوة اخفيت في عمامة رجل قال انه مفاوض باسم المجلس الاعلى لطالبان وقائده الملا عمر. لكن حركة طالبان التي غالبا ما تتبنى العمليات المثيرة التي كثفتها في كابول في الاونة الاخيرة لم تشأ التعليق على هذه الجريمة. وقال كرزاي امام الاعيان ان «الحل الوحيد وهو ما يطلبه الجميع هو اجراء المباحثات مع الباكستانيين لان كل معاقل ومخابئ المعارضة في ذلك البلد». واعلن كرزاي الجمعة خلال اجتماع مع اعيان من رجال الدين في كابول ان «الملا عمر ليس له عنوان وكان موفدهم للسلام قاتلا فمع من سنتحدث اذن؟». وقال ان «الامة الافغانية تسألني مع اي طرف اخر اتفاوض؟ فاجيب: باكستان». وتتهم افغانستان بانتظام جارتها الكبيرة بايواء مجلس طالبان الاعلى وهو ما يسميه الافغان ووسائل الاعلام الدولية «شورى كويتا». وكويتا مدينة كبيرة في جنوب غرب باكستان يبدو ان الملا عمر يختبئ فيها مع اكبر مساعديه منذ نهاية 2001 عندما اطاح ائتلاف عسكري قادته الولاياتالمتحدة بنظام طالبان بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. من جهة اخرى تحولت المناطق القبلية في شمال غرب باكستان الحدودية معاقل حركة طالبان الباكستانية، الى معقل اساسي لتنظيم القاعدة والقاعدة الخليفة لشبكة حقاني وهي مجموعة من اشد عناصر طالبان الافغانية التي يخشاها الجنود الاميركيون. واخذت واشنطن في الاونة الاخيرة صراحة على اسلام اباد حليفتها الاساسية منذ نهاية 2001 في «حربها على الارهاب»، عدم بذل ما يكفي من الجهود لاخراج حقاني من المناطق القبلية حتى ان بعض المسؤولين الامريكيين يتهمون اجهزة الاستخبارات الباكستانية بدعمه. وقال كرزاي امام الاعيان ان «الحل الوحيد وهو ما يطلبه الجميع هو اجراء المباحثات مع الباكستانيين لان كل معاقل ومخابئ المعارضة في ذلك البلد». وسيكون الجمعة المقبل السابع من اكتوبر، الذكرى العاشرة لهجوم شنه ائتلاف عسكري قادته واشنطن على افغانستان بينما تبتعد آفاق السلام حسب اجماع الخبراء. وفيما بدأت الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي عملية سحب قواتهما المقاتلة كثفت طالبان عملياتها ونطاقها في مختلف انحاء البلاد تقريبا خلال السنوات الاخيرة حتى بلغت قلب كابول العاصمة المحصنة بالحواجز وقوات الامن. مقتل 9 جنود من الجيش الأفغاني أعلن متحدث حكومي أفغاني امس الأحد أن قنبلة على جانب الطريق انفجرت قرب دورية من الجيش في جنوب شرق البلاد ، ما أسفر عن مقتل تسعة جنود وإصابة أربعة آخرين. وذكر روح الله سامون المتحدث باسم حاكم إقليم باكتيا أن الجنود كانوا يبحثون عن قنبلة خبأها مسلحون أسفل جسر في منطقة زورمات ، عندما وقع الانفجار. وقال «لسوء الحظ ، لقي تسعة جنود حتفهم وأصيب أربعة آخرون جراء الانفجار». ووقع الحادث في وقت متأخر السبت في الإقليم الواقع جنوب شرق البلاد والمتاخم لباكستان. وعزز المتمردون في أفغانستان هجماتهم واستخدام القنابل على جانب الطريق ، وهي القاتل الأول للضحايا من القوات الأفغانية والأجنبية.