إسلام آباد، باريس - أ ف ب، رويترز – قتل 23 شخصاً على الاقل بينهم 11 شرطياَ وجرح 250 آخرون، في هجوم شنه انتحاري باستخدام سيارة مفخخة امام مبنى للشرطة في لاهور شرق باكستان أمس، في وقت واصل الجيش عملياته على حركة «طالبان» في اقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب)، والذي استعرض قائد القيادة الاميركية الوسطى الجنرال ديفيد بتريوس وقائعه الميدانية مع قادة عسكريين باكستانيين ومسؤولين خلال زيارته للعاصمة الباكستانية اسلام اباد. واوضحت الشرطة ان الانتحاري لم يستطع اقتحام حاجز الدخول وصولاً الى حرم مجمع الشرطة الذي يضم مبنى وحدات عمليات الاغاثة والذي دمر بالكامل، في وقت تواجد حوالى 35 شرطياً في داخله، ومكاتب لجهاز الاستخبارات العسكرية الرئيسي الذي يتمتع بنفوذ كبير في البلاد. وصرح رانا سناء الله، وزير الشؤون القانونية باقليم البنجاب وعاصمته لاهور، بأن رجلين ترجلا من السيارة قبل الانفجار، وفتحا النار على حراس امام البوابة، مشيراً الى ان السلطات اعتقلت عدداً من المشبوهين لاحقاً. لكن شهوداً تحدثوا عن خروج أربعة مسلحين من السيارة فتحوا النار على حارس شرطة حاول ان يوقفهم. ورفع الهجوم الى حوالى 1900 عدد قتلى موجة الاعتداءات الدامية في باكستان منذ سنتين، حين اعلنت «طالبان» وزعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن «الجهاد» على اسلام اباد بحجة دعمها «الحرب على الارهاب» التي تقودها الولاياتالمتحدة، علماً ان المتشددين توعدوا بالانتقام «في كل مكان من البلاد» منذ ان شن الجيش هجوماً واسعاً بضغط من واشنطن في سوات وجوارها بدءاً من 26 نيسان (ابريل) الماضي، وذلك رداً على سقوط المنطقة في ايدي «طالبان» منذ سنتين. واعتبر هذا الهجوم الثالث الذي ينفذه متشددون في لاهور خلال اقل من ثلاثة اشهر. وشهد الاول نصب مسلحين مكمناً استهدف المنتخب السريلانكي للكريكت في الثالث من آذار (مارس) الماضي، ما ادى الى مقتل ثمانية باكستانيين معظمهم شرطيون وجرح لاعبين. اما الهجوم الثاني فنفذ في 30 من الشهر ذاته، حين اقتحم مسلحون يحملون بنادق وقنابل يدوية واحزمة ناسفة مركز تدريب للشرطة في ضواحي لاهور، واشتبكوا لفترة ثماني ساعات مع قوات الامن، ما اسفر عن مقتل سبعة متدربين في الشرطة ومدني واحد. وتبنت «طالبان» الهجوم وهددت بمضاعفة الهجمات في انحاء البلاد. وقال وزير الداخلية رحمن مالك: «تريد عناصر معادية لباكستان ان تحول اهتمامنا الآن من سوات الى المدن»، علماً ان التفجير الانتحاري اعتبر الخامس منذ تصاعد القتال في سوات نهاية نيسان. على صعيد آخر، اعلنت منظمة «اكتيد» الفرنسية غير الحكومية التي اطلقت عملية انسانية عاجلة في باكستان تشمل اكثر من 30 الف عائلة، انه بعد شهر على بدء هجوم الجيش على «طالبان» في سوات، ما زال حوالى 80 في المئة من النازحين البالغ عددهم 2.4 مليون شخص خارج مخيمات اللاجئين التي انشأتها السلطات اخيراً في اماكن مجاورة لسوات، وتقيم لدى اقرباء او في مدارس ومبانٍ مهجورة او ملاجئ اخرى اقيمت عشوائياً». واوضحت المنظمة ان فيما يزداد عدد النازحين في الداخل بمعدل مئة الف شخص يوماً، تجهد وكالات المساعدة الانسانية لتلبية الحاجات الاكثر الحاحاً للسكان. وكشفت ان عملياتها الاولى شملت توزيع خيم ومواد تنظيف واخرى ضرورية لاكثر من الفي عائلة نازحة في المخيمات واماكن تجمع اخرى في اقليمي مردان وسوابي، وذلك بالتعاون مع صندوق الاممالمتحدة للطفولة (يونيسف) وخلية الازمة في وزارة الخارجية الفرنسية ومكتب «او اف دي اي» الاميركي للمساعدة العاجلة ومنظمة «شلتر بوكس يو كي» البريطانية.