أكدت رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض الصرع، استشارية الأعصاب وأمراض الصرع، ومديرة إدارة العلوم العصبية في مستشفى القوات المسلّحة في الرياض الدكتورة سونيا خان، أن بالإمكان أن تتوقّف تشنّجات 60 في المئة من المصابين بالصرع والمثابرين على العلاج، منوّهة بأن كثيراً من حالات الإصابة بالمرض تنتج من إصابات الدماغ والحوادث المرورية، وأنه ليس هناك ترتيب محدّد للأسباب، «تختلف بحسب اختلاف الفئات العمرية للمرضى»، مبيّنة أن المصابين بالمرض أكثر عرضة للاضطرابات النفسية مقارنة بالشخص العادي. وقالت خان ل«الحياة»: «بعد التشخيص الصحيح والعلاج المناسب يمكن أن تتوقف التشنّجات تماماً، عند ما يقارب 60 في المئة من المرضى المثابرين على العلاج، أما النسبة المتبقية فيمكن إيقاف التشنّج لديها من خلال إضافة علاج آخر مناسب، وإذا لم يستجب المريض للعلاج الدوائي، يمكن تحويله إلى مركز متخصّص لتقويم حالته، وبالتالي القيام بالجراحة، وهناك كثير من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض، تأتي بينها الحوادث المرورية، وتحديداً عندما تنتج من الحادثة المرورية إصابات في الدماغ مثل النزيف أو الجلطات أو الكسور في الجمجمة، فإن النوبات الصرعية تعتبر إحدى المضاعفات المتوقعة من ذلك، وإذا حدثت وتكرّرت بعد الحادثة فإن المريض يحتاج إلى علاج مزمن للصرع»، مضيفة أن الحوادث المرورية ليست أهم المسبّبات، كما لفتت إلى عدم وجود دراسات إحصائية ميدانية واسعة المدى توضّح بدقّة نسبة المرض وأكثر مسبباته. وذكرت أن من الأسباب الأخرى للصرع، الأورام الدماغية والعيوب الخلقية في الدماغ، والجلطات الدماغية، وإصابات الرأس أثناء الولادة، والسقوط من مكان عالٍ، إضافة إلى الأسباب الوراثية وهي نادرة الحدوث، وأنواع أخرى من الصرع غير معروفة الأسباب، مضيفة: «توجد بعض الدراسات الميدانية المحدودة حول الصرع، وبعض الدراسات الصادرة من المستشفيات، وستعمل الجمعية بالتعاون مع القطاعات الصحيّة السعودية ومنظّمة الصحة العالمية، ومنظّمة الصرع الدولية، على وضع أسس لدراسات إحصائية ميدانية واسعة المدى عن مرض الصرع في السعودية». وطالبت الأطباء والمتخصصين والمهتمين بمرض الصرع، إلى التعاون في دعم أنشطة الجمعية السعودية لأمراض الصرع لتحقيق الهدف الذي تأسست من أجله، مؤكدة أن التوعية حول أمراض الصرع ضعيفة ليس فقط على مستوى المرضى والمجتمع، وإنما أيضاً على مستوى بعض العاملين في القطاعات الصحيّة من أطباء وممرّضين، مشيرة إلى أن الجهود التي يبذلها بعض المتخصّصين للتعريف بالمرض والتوعية حوله من خلال الندوات والمحاضرات غير كافية. وأوضحت أن بعض الأنواع من حالات الصرع في مرحلة الطفولة، يمكن علاجها من خلال إعطاء العلاج المناسب، وبالتالي ينقطع في سن البلوغ، في حين أن بعض الأنواع الأخرى تتطلّب فترة علاجية طويلة، وبعض الحالات تحتاج إلى تدخّل جراحي، أما الصرع لدى الكبار فيتطلّب العلاج المزمن بأدوية الصرع في معظم الحالات، وبعض الحالات لا تستجيب للعلاج الدوائي ويلزمها التدخّل الجراحي، من خلال إخضاعها إلى فحوص متطوّرة تحت إشراف أطباء متخصّصين، مشيرة إلى أنه ليس من الضروري أن تنتج من حالة الصرع تشنّجات الارتعاش العضلية (النوبة الكبيرة)، وإنما يمكن أن يصاب المريض بنوبات صغيرة على شكل اضطراب في التركيز، من دون أي ارتعاش، وتحتاج إلى طبيب متخصّص للكشف عنها وعلاجها، معتبرة أن المستشفيات المحليّة قادرة ومؤهلة على التعامل مع هذا المرض بالشكل الأمثل. ونوّهت بأن الصرع نوعان، «وراثي ويعتبر نادراً ويكون بسبب خلل في الجينات، وغير وراثي وينتج من أسباب عدة، منها تعسّر الولادة، والأورام أو العيوب الخلقية في الدماغ، والجلطة الدماغية، والحوادث المرورية».