رجّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن «يعود الجميع الى صوابهم» وأن تتحسّن العلاقات بين بلاده وروسيا، بعدما أعلن الكرملين أن لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في موسكو الأربعاء، لم يؤدِ إلى تحوّل إيجابي في العلاقات بين الجانبين. وكتب ترامب على موقع «تويتر»: «الأمور ستنجح جيداً بين الولاياتالمتحدةوروسيا. في الوقت المناسب، سيعود الجميع إلى صوابهم، وسيكون هناك سلام دائم». أتى ذلك بعد ساعات على إعلان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن نبرة الاجتماع بين بوتين وتيلرسون كانت «بنّاءة إلى حد ما»، مضيفاً أن الرئيس الروسي أوضح للوزير الأميركي «رؤيته في شأن تدنّي مستوى العلاقات الروسية – الأميركية» وأسباب «المأزق» واعتبر أن «من المبكر الحديث» عن «تقدّم إيجابي» في العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن بوتين لم يناقش مع تيلرسون إمكان تنظيم لقاء مع ترامب. وأعلن اتفاقاً على «إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة» بين الجانبين، معرباً عن أمل موسكو بأن تصل رسالة الرئيس الروسي إلى نظيره الأميركي. ورأى أن اجتماع بوتين - تيلرسون يعكس «تفهماً لضرورة الحفاظ على حوار للبحث عن حلول» للمشكلات العالقة. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر أن إدارة ترامب تتعرّض لضغوط ممّن «يريدون منعها من مداواة جروح سبّبتها إدارة (الرئيس السابق) باراك أوباما، ويستخدمون الورقة الروسية في الصراع السياسي الداخلي» في الولاياتالمتحدة. ويشير لافروف بذلك إلى فتح الكونغرس ومكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي) تحقيقاً في اتهامات لموسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية، لتغليب كفة ترامب على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، وفي شأن علاقات مزعومة بين روسيا وأعضاء في الحملة الانتخابية لترامب. وأسِف لافروف ل «ما يحدث»، مستدركاً: «لا نستطيع أن نفعل شيئاً، سوى طلب دعم الاتهامات بوقائع». وأضاف: «لم تكن هناك حقيقة واحدة، على رغم أن البيت الأبيض اضطُر، تحت ضغط مارسه خصوم ترامب، إلى إصدار تصريحات دورياً تتضمّن اتهامات بلا أساس ضدنا». ولفت إلى أن «النتائج لن تتحقق بسرعة»، وزاد: «لكننا على الأقل اتفقنا على إجراء حوار حول ملفات مهمة، بينها مشكلات أثارتها الإدارة السابقة» لأوباما. أما تيلرسون فنبّه إلى أن «مستوى الثقة» بين واشنطنوموسكو «متدن»، وزاد: «هذه العلاقة لا يمكن أن تكون بين أهم قوتين نوويتين في العالم». لكن محادثاته مع لافروف أثمرت اتفاقاً لإقامة مجموعة عمل، في محاولة لإصلاح العلاقات المتدهورة بين روسياوالولاياتالمتحدة. وكان ترامب اعتبر أن اجتماعات تيلرسون في موسكو تمت في شكل أفضل من المتوقع، مستدركاً أنه سينتظر ليرى مستقبل العلاقات مع روسيا. يأتي ذلك وسط مؤشرات إلى تحوّل في سياسات الرئيس الأميركي، يطاول العلاقات مع روسياوالصين ونظرته إلى الحلف الأطلسي. وكان ترامب وصف بكين خلال حملته الانتخابية ب «أبرز مناصر» للتلاعب بالعملة، معتبراً أن الحلف الأطلسي «بائد»، ومبدياً رغبة في تحسين العلاقات مع موسكو. لكن الرئيس الأميركي قال الأربعاء في مؤتمر صحافي مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، في إشارة إلى «الأطلسي»: «قلت إنه بائد، ولم يعد كذلك». وتحدث عن «أواصر صلة بدأت تتوطّد» مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، لافتاً إلى انه لن يعلن أن الصين دولة تتلاعب بالعملة. ورجّح أن تكون العلاقات بين واشنطنوموسكو «وصلت إلى أدنى مستوى». وعلّقت كريستين ويرموث، وكيلة وزارة الدفاع في إدارة أوباما، أن ترامب مرّ ب «منحنى تعلّم شديد الحدة» في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، عندما تولى منصبه، مستدركة أن هذا المنحنى بدأ يستوي.