توغلت قوات «جهاز مكافحة الإرهاب» في أحياء أخرى من الجانب الغربي للموصل، بعد تلقيها تعزيزات إضافية لكسر الجمود في المحور الذي تتولاه الشرطة الاتحادية داخل المدينة القديمة، فيما أكد الجيش «قتل العشرات من عناصر قادة داعش في غارات جوية استخدمت فيها صواريخ «عالية الدقة». وكانت الشرطة شنت أول من أمس هجوماً وصفته ب «النوعي» من اتجاهات عدة لإضعاف دفاعات التنظيم، بالتزامن مع تقدم ملحوظ لقوات جهاز مكافحة الإرهاب في المحور الغربي، و «قطع خط إمداد مهم للإرهابيين». وأفاد الفريق الركن عبد الغني الأسدي أمس، بأن «قوات العمليات الخاصة اقتحمت حيي الآبار والتنك، وقتل أكثر من 15 من عناصر العدو» وأضاف أن «القتال مستمر». وتأتي هذه المكاسب بعد يومين على استعادة مكافحة الإرهاب حيي السكك واليرموك، ومواصلة الشرطة الاتحادية خوض حرب شوارع وتبادل القنص في المدينة القديمة لكسر دفاعات «داعش». ونفى الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول «أي تباطؤ»، وأضاف أن «القوات تتقدم بحذر شديد لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين، بسبب تشعب الأحياء ذات الشوارع الضيقة المكتظة»، وعد «الساحل الأيمن ساقطاً عسكرياً بعد أن تم تحرير أغلب الأحياء وتطويق العدو من الجهات كافة، والمعركة تقترب من الحسم». وتفيد مصادر عسكرية بوصول قوات إضافية من وزارة الداخلية تعرف ب «الرعد»، وهي مدربة على حرب العصابات والقتال في المدن، قادمة من بغداد إلى المدينة القديمة لمساندة قوات الشرطة الاتحادية، ونقلت صحيفة «الصباح» الحكومية عن قائد القوة الجوية الفريق الطيار أنور حمه أمين، تأكيده «الاستعانة بصواريخ ذكية عالية الدقة لاستهداف أوكار العدو». وأظهرت بيانات صدرت ل «خلية الإعلام الحربي» تصاعد وتيرة الغارات الجوية على أهداف «داعش»، وأكدت «تنفيذ غارة استهدفت تجمعاً كبيراً في قضاء الحضر- قرية الشيحان أسفرت عن قتل ما نحو 15 إرهابياً، بينهم 3 من القادة، وهم مسؤول ما يسمى أمنية الحضر ونائبه، والمسؤول الإداري لما يسمى بولاية الجزيرة وجرح آخرين كانوا ينوون شن هجوم على مناطق مختلفة، فضلاً عن قتل آخرين بينهم مسؤول أمني في قصف جوي لوكر في بلدة تلعفر قرب منطقة المحلبية»، وأشارت إلى «تدمير وكر بالكامل يتردد عليه مسؤول ما يسمى القائد العسكري لمناطق غرب الموصل وبادوش وقتل العديد من الإرهابيين في منطقة الهرمات في الساحل الأيمن للموصل، كما تم تدمير عدد من الصهاريج بينها واحد مفخخ وعجلات تحمل وقوداً داخل كراج في حيي اليرموك والثورة، ومعمل لتفخيخ العجلات في منطقة غانم السيد». وفي رد على تصريحات نسبت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «مشاركة قوات برية أميركية في الموصل»، نفى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي أسبوعي عقده مساء أول من أمس، وجود «أي جندي أميركي مكلف مهمة قتالية في العراق»، ودعا إلى «دعم الاستقرار في الموصل في ضوء توصيات الفريق الاستشاري وخلية إدارة الأزمات المدنية، عبر إعادة افتتاح دوائر مجلس القضاء والتسجيل العقاري وإنجاز بناء مخيمات جديدة كي تستجيب حالات نزوح وتأمين الوقود لها، والمباشرة بإعادة تأهيل الطرق داخل المناطق المحررة»، مشدداً على ضرورة «اتخاذ إجراءات صارمة لمنع دخول أي مسلح، على أن تتولى الشرطة المحلية الحفاظ على أمن المخيمات بإشراف الإدارة المحلية»، وذلك على خلفية مزاعم قيام أحد منتسبي «الحشد الشعبي» بالاعتداء على موظف تابع لإحدى المنظمات الدولية.