قال الرئيس محمود عباس إن القيادة الفلسطينية ستتخذ خلال الأيام القليلة المقبلة خطوات غير مسبوقة ضد حال الانقسام في قطاع غزة، موضحاً في خطاب في مؤتمر سفراء السلطة الفلسطينية في البحرين: «نحن في وضع خطير جداً، ونحتاج إلى خطوات حاسمة، ونحن بصدد اتخاذ هذه الخطوات». ونقلت وكالة «سما» عن الرئيس قوله: «بعد عشر سنوات من تقديم كل الدعم لأهلنا في غزة، وهو حق لهم علينا، نفاجأ بتلك الخطوة غير المسبوقة، (تشكيل لجان إدارية لإدارة الحكم في غزة)، لذلك سنتخذ خطوات غير مسبوقة في شأن الانقسام». في هذه الأثناء، كشفت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» أن حركة «حماس» تلقت «تهديدات حادة واضحة» من الرئيس عباس ب «إجراءات عقابية شديدة»، من بينها «إغراق قطاع غزة في الظلام» في حال رفض شروطه إعادة القطاع إلى الشرعية. ونقلت المصادر عن قيادات في «حماس» أن مستشار عباس للشؤون الدينية وأحد أقرب المقربين إليه «محمود الهباش أجرى اتصالاً هاتفياً أول من أمس من البحرين مع قياديين من حماس في غزة توعد خلاله باتخاذ إجراءات عقابية غير مسبوقة في حال لم تُسلم الحركة القطاع... وأبلغ قيادياً من حماس بأنه يتحدث وإلى جواره الرئيس عباس». وأشارت المصادر إلى أنه بالتزامن مع اتصال الهباش، أجرى «ممثل عن الرئيس عباس من رام الله اتصالاً مع قياديين في حماس توعد خلاله بإغراق القطاع في الظلام في حال لم تنصع الحركة لشروطه بتسليم القطاع كاملاً، بما فيه حل اللجنة الإدارية (حكومة الأمر الواقع) التي شكلتها الحركة أخيراً». ونقلت المصادر عن قيادات «حماس» تأكيدها للهباش وممثل عباس في رام الله أن «لغة التهديد والوعيد لا تُجدي نفعاً مع حماس، ولن نسلم القطاع في أسبوع كما يريد». وكانت مصادر كشفت ل «الحياة» قبل أيام عن إجراءات عقابية جديدة ستتخذها حكومة التوافق الوطني الفلسطينية ضد «حماس» التي تسيطر على القطاع منفردة منذ عام 2007. وجاءت هذه التهديدات بعدما حسمت الحكومة الأسبوع الماضي، في خطوة مفاجئة، أكثر من 30 في المئة من العلاوات على رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في القطاع. وأعلنت سلطة الطاقة التي تديرها «حماس» في القطاع أمس أن محطة توليد الطاقة الكهربائية الوحيدة ستتوقف عن العمل السبت المقبل نظراً لنفاد وقود الديزل اللازم لتشغيلها. وقالت السلطة إن ساعات وصل التيار ستنخفض لتصل إلى أقل من أربع ساعات يومياً في حال توقفت المحطة عن العمل نتيجة نقص الوقود. وتطالب سلطة الطاقة الحكومة بإلغاء الضرائب المفروضة على الوقود ليصبح بقيمة شيكلين لليتر الوحد بدلاً من أكثر من خمسة شواقل لليتر مع الضرائب المختلفة، ومن بينها ضريبة تسمى «بلو». وجاءت هذه التهديدات في وقت تستعد اللجنة السداسية التي شكلتها اللجنة المركزية لحركة «فتح»، خلال اجتماعها برئاسة عباس السبت الماضي، للقدوم إلى القطاع لإبلاغ «حماس» بشروط عباس للمصالحة. وغداة التهديدات واستباقاً لوصول «السداسية»، دعت «حماس» أمس الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية إلى اجتماع لاطلاعها على المستجدات. وشارك في الاجتماع قياديون رفيعون من كل الفصائل، من بينهم نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة «فتح» فايز أبو عيطة. وفي اختتام الاجتماع، عقدت «حماس» والفصائل مؤتمراً صحافياً أكد مسؤول لجنة العلاقات الوطنية في الحركة صلاح البردويل خلاله «رفض حماس أي تهديدات وابتزاز من الرئيس عباس»، من دون أن يعطي تفاصيل عن طبيعة هذه التهديدات والابتزاز. وأوضح البردويل أن «حماس» أبلغت الفصائل خلال الاجتماع أن «اللجنة الإدارية موقتة لتنظيم العلاقة بين المؤسسات الحكومية نظراً لغياب الحكومة». وقال إن هناك «اتفاقاً على أن يشارك الكل في أي حوار مستقبلي مع فتح»، في إشارة إلى رفض الحوارات الثنائية. ورحب بأن «تباشر الحكومة أعمالها بحسب اتفاقات المصالحة، ونحن مستعدون لتنفيذ الاتفاقات بحذافيرها». واعتبر أن «الحسوم من الرواتب وأزمة الكهرباء جزء من ضغط سياسي على القطاع، ولا توجد أزمة مالية، هناك رحلة لعباس إلى واشنطن، والإدارة الأميركية تطلب أن يأتي عباس وقطاع غزة راكع». وأوضح البردويل أن «لقاء الفصائل جاء لاطلاعهم على رؤية حماس في ظل التطورات السياسية والاجتماعية للوضع الفلسطيني والأوضاع في قطاع غزة، واطلاعهم على وثيقة حماس ورؤيتها السياسية التي ستطرحها الحركة قريباً».