أكد قائد ميداني في الموصل قرب حسم معركة الجانب الأيسر من المدينة بعد النجاح في استعادة «المثلث الجنوبي»، فيما أكدت قوات «الحشد الشعبي» تلقيها تعزيزات لدعم حملة مبرمجة لاستعادة ما بقي من المناطق في المحور الغربي. إلى ذلك، ناشد أهالي عدد من أحياء الموصل قوات مكافحة الإرهاب، الإسراع في تحريرها وأكدوا أن «داعش» فتح البيوت على بعضها لتسهيل تحرك عناصره وسط المدنيين و «حشر كل ثماني عائلات في منزل واحد». وتسارعت وتيرة تقدم القوات العراقية، بدعم من «التحالف الدولي»، بعد سيطرتها على نحو 80 في المئة من الأحياء في الجانب الأيسر الذي تقدر مساحته ب 150 كيلومتراً مربعاً، وسط توقعات بفرض السيطرة عليه بالكامل في غضون أيام. وقال قائد حملة استعادة الموصل الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، في بيان أمس، إن «قوات الرد السريع والفرقة الخامسة من الشرطة الاتحادية حررت حيي سومر والساهرون في المحور الجنوبي الشرقي». وأفاد الفريق رائد شاكر جودت بأن «قطعاتنا اقتربت من حسم معركتها في الساحل الأيسر واستعادة السيطرة بالكامل على المثلث الجنوبي. ولم يتبق أمامها سوى 600 متر لاستكمال عبور حي سومر والتقدم صوب منطقة يارمجة»، ولفت إلى أن قواته «قتلت عشرات الإرهابيين ودمرت ثلاث عجلات مفخخة يقودها انتحاريون وثمانية أحزمة ناسفة و30 لغماً». وفي حال السيطرة على منطقتي يارمجة و112 تكون قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع أطبقت على المحور الجنوبي الشرقي، مع مواصلتها القتال في المناطق المحاذية للضفة الشرقية من نهر دجلة باتجاه وسط المدينة، وتحقيق التماس التام مع قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي تستعد، في المحور الشرقي، لاقتحام مباني جامعة الموصل من الجهة الشمالية، في وقت أعلن قائد الجهاز الفريق الركن عبدالغني الأسدي أن «مسافة 200 متر فقط تفصل القطعات العسكرية عن تلة النبي يونس». وفي المحور الشمالي، لم تحقق قطعات الفرقة 16 التي تساندها قوات «حرس نينوى»، بقيادة المحافظ السابق أثيل النجيفي، مكاسب ذات أهمية، على رغم إعفاء قائدها اللواء الركن علي الفريجي وإسناد مهماته إلى قائد «عمليات نينوى» اللواء نجم الجبوري. وتصاعدت دعوات السكان للإسراع في استعادة أحياء الحدباء والكفاءات والكندي، وجاء في مناشدة باسم «لفيف من شباب» تلك الأحياء أن «أهلكم أسرى بيد عصابات داعش وينتظرون وصولكم، وقد قام التنظيم بهدم جدران منازل دور المدنيين وفتحها على بعضها ليسهل تنقل عناصره، فضلاً عن عزل المدنين كل 8 عائلات في منزل واحتجازهم دروعاً بشرية»، مؤكدين أن «داعش أحرق، خلال الأيام الماضية بعض الدور المغتصبة التي كانت مقرات له، وعليه نناشد قوات جهاز مكافحة الإرهاب وقائد عمليات نينوى نجم الجبوري الإسراع في تحرير هذه المناطق لأن التقدم في المحور الشمالي بطيء. والكثير من الجرحى والحالات الحرجة والشهداء داخل منازلهم محاصرون». وعلى ضوء هذه التطورات، أعلن رئيس هيئة «الحشد الشعبي» فالح الفياض خلال ندوة عقدت في جامعة بغداد، أن «القوات الأمنية تحقق تقدماً كبيراً، وعملية حسم الساحل الأيسر ستكون في الأيام المقبلة في فترة زمنية أقصر مما كان متوقعاً نتيجة الإنهيارات الكبيرة في صفوف داعش الإرهابي». وأعلن «الحشد»، في بيان أمس، أن «تعزيزات عسكرية من قوات الحشد وصلت، في ساعة متأخرة ليل الأربعاء الماضي، إلى القاطع الغربي للموصل استعداداً لانطلاق الصفحة السادسة وتحرير ما تبقى من المحور». وأكدت قيادة «عمليات قادمون يا نيوى» في بيان «تحرير قرية الهجف، جنوب تل عبطة، بعد تكبيد داعش خسائر كبيرة في الأفراد والعجلات والأسلحة». وكشفت «خلية الإعلام الحربي» في بيان «قتل قيادي كبير في عصابة داعش مع عدد من معاونيه بقصف جوي شنته الطائرات العراقية في حي العامل، فضلاً عن تدمير معسكر ومعمل لتفخيخ العجلات».