حضت الحكومة البريطانية، الخرطوم على جعل تعليق العقوبات الأميركية على البلاد قراراً دائماً عبر إحراز تقدم أكبر، عبر الموافقة على وقف الحرب مع المتمردين وضمان وصول المساعدات الإنسانية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وصرح الناطق باسم الخارجية السودانية السفير قريب الله الخضر أمس، أن الحكومة البريطانية جددت ترحيبها بالقرار الأميركي رفع العقوبات عن السودان والحظر التجاري وفك تجميد أصول الحكومة السودانية لدى الولاياتالمتحدة. وذكر الخضر إن ترحيب لندن جاء على لسان وزيرة الدولة للخارجية البريطانية البارونة أنيلاي جونز لدى ردها على سؤال تقدم به لورد ألتون من ليفربول في شأن اتجاه حكومة المملكة المتحدة لتطوير التجارة مع السودان. وأكد أن أنيلاي حضّت الخرطوم للعمل على جعل قرار رفع العقوبات دائماً عبر إحراز تقدم أكبر، بالموافقة على وقف العدائيات وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مَن يحتاجها في إقليم دارفور ومنطقتَي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وكان الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما وقّع في كانون الثاني (يناير) الماضي أمراً تنفيذياً برفع العقوبات المفروضة على السودان منذ العام 1997، موقتاً، ما يمكّن الخرطوم من ممارسة التجارة والاستثمار عالمياً. في شأن آخر، قالت قوات المعارضة المسلحة في جنوب السودان بزعامة رياك مشار إنها صدت هجوماً للجيش مدعوماً بمجموعات من «الحركة الشعبية- الشمال» وقوات «حركة العدل والمساواة» على مناطق المستقبل، ودكونة وديتانق، في ولاية أعالي النيل التي بسطت المعارضة يدها عليها. وأكدت المعارضة أن قوات «الحركة الشعبية» و «حركة العدل والمساواة» عبرت الحدود من قاعدة الأنقسنا في ولاية النيل الأزرق على متن 70 سيارة حملت 4 كتائب من قوات المعارضة السودانية. وقال مسؤول الإعلام في المعارضة الجنوبية فوك بوث بالوانق ل «الحياة» إن القوات المدعومة بالمعارضة السودانية قادت هجوماً على مواقعهم لكنهم استطاعوا صد الهجوم وقتلوا أعداداً كبيرة من القوات المهاجمة وغنموا 43 رشاشاً و300 كلاشنيكوف»، مبيناً أن قواتهم كبدت المهاجمين هزيمة نكراء. ولفت بالوانق إلى أن القوات الحكومية وميليشيات «الحركة الشعبية» هاجمت أمس، أيضاً مواقع تحت سيطرة قوات مشار في منطقة ديتانق، غير أنها فشلت في إحراز أيّ تقدم رغم أنها كانت مدعومة بقصف جوي أسقط أكثر من 9 قنابل على المنطقة. وأضاف بالوانق أن قواتهم تمكنت من صد هجوم آخر شنته القوات الحكومية أول من أمس، على مناطق بوث وميوم في ولاية الوحدة النفطية، مشيراً إلى أنهم أسروا جندياً من القوات الحكومية خلال معركة بوث بينما أسروا 8 آخرين من القوات الحكومية في منطقة ميوم ودمروا 4 سيارات مدرعة. في المقابل، أقرّ الناطق باسم الجيش الحكومي بالوكالة، سانتو دوميج بمواجهات في شمال أعالي النيل في منطقة الغابات وفي منطقة ديتانق بضواحي مدينة ملكال لكن قواتهم تمكنت من دحر قوات المعارضة، واعتُبرت تصريحات المتمردين دعاية إعلامية. إلى ذلك، أكدت منظمة محلية في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان، مقتل وجرح عشرات المواطنين، جراء إلقاء مروحية حكومية براميل متفجرة على مخيم للنازحين بمنطقة واو شلك.