قال وزير الطاقة والصناعة والثورة المعدنية خالد الفالح إن مشروع «وعد الشمال» في الحدود الشمالية الذي يزيد حجم الاستثمارات فيه على 36 بليون ريال، يضيف 15 بليون ريال للناتج المحلي السعودي، ويوفر آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة للسعوديين عموماً، ولأبناء المنطقة خصوصاً. وعد الفالح الذي تفقد أول من أمس (السبت)، المشروع «الاستثمار الأمثل» للثروات المعدنية في المملكة، وخصوصاً احتياطات الفوسفات في المنطقة، التي تقدر بحوالى سبعة في المئة من المخزون العالمي للفوسفات. وأشار إلى أن «وعد الشمال»، بجانب نظيره مدينة رأس الخير الصناعية سيشكّلان عند اكتمالهما، رافدين رئيسين للتنمية الوطنية. واعتبر الوزير «وعد الشمال»، «مشروعاً متميزاً بكل المقاييس»، لافتاً إلى أنه من أكبر المشروعات الصناعية التي أُنشئت بعيداً عن المدن الكبرى، وعن السواحل في المملكة. واطلع الفالح خلال الزيارة، التي تأتي متزامنة مع إطلاق منظومة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المسار الثالث من سلسلة مبادراتها تحت اسم «الاستغلال الأمثل للثروة المعدنية»، على مركز التحكم في مجمع «معادن وعد الشمال للفوسفات». ووقف وزير الطاقة على تطورات المشاريع القائمة في المدينة، والتي شارفت الأعمال في معظمها على الاكتمال، وتشمل الطرقات والجسور والمدينة السكنية، وأشرفت «معادن» على إنشاء الطرق الرئيسة، وربطها في الخط الدولي، ويبلغ طول الطريق 38.7 كلم ويشمل جسراً يتقاطع مع خط السكة الحديد، وتم افتتاح المسار الأول من الطريق في شهر أيلول (سبتمبر) 2014، وأكملت «معادن» بناء الطرق الرئيسة الداخلية في المدينة. واطلع على مستوى التقدم في ربط المشروع في السكة الحديد (قطار الشمال - الجنوب) الممتد من حزم الجلاميد إلى البعيثة، وصولاً الى رأس الخير في المنطقة الشرقية حيث ميناء التصدير، والذي شارف على نهايته. وشملت الزيارة مجمع «معادن وعد الشمال للفوسفات» الذي استثمر فيه حوالى 30 بليون ريال، ويشمل خمسة مصانع، منها ثلاثة أساسية في المشروع، إضافة إلى مصنعين في رأس الخير تنتج ثلاثة ملايين طن من الأسمدة الفوسفاتية، ما يسهم في زيادة إنتاج المملكة من الأسمدة الفوسفاتية إلى ستة ملايين طن سنوياً، وشارفت أعمال إنشائها على الانتهاء. واستمع وزير الطاقة لشروحات جيولوجية حول تاريخ المنطقة، واحتياطاتها من الثروة المعدنية، تضمنت مواقع احتياطات خام الفوسفات ووجوده، إذ تقدر الاحتياطات ب340 مليون طن. في ما تم تقديم شرح عن طرق التعدين والحفاظ على البيئة في منطقة الخبراء ومطابقتها المعايير الدولية والمحلية. واستمع لعروض حول الأدوار التي يقوم به الشركاء في تنفيذ «وعد الشمال»، إذ تعمل «أرامكو» على إكمال مرافق تحميل الكبريت المصهور من مرافقها في معمل واسط وبرّي والذي سينقل عبر شبكة السكة الحديد لمصانع «معادن». ويتم تزويد مصنع الأمونيا الذي يعتبر جزءاً من المشروع المقام في رأس الخير بالغاز من «أرامكو»، والتي تعمل أيضاً على استكمال أعمال استخراج الغاز غير التقليدي في الحدود الشمالية وإنشاء شبكة الأنابيب اللازمة لتوريده لمصانع «معادن» ومحطة توليد الكهرباء، إضافة الى الصناعات المساندة مستقبلاً. وأنهت المؤسسة العامة للموانئ إنشاء ثلاثة أرصفة جديدة ضمن ميناء مدينة رأس الخير وذلك لدعم تصدير المواد المنتجة من مدينة وعد الشمال. فيما تواصل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بناء معهد التدريب الوطني. وأكملت «الكهرباء» إنشاء وتشغيل المحطة الرئيسة ويجري العمل على استكمال المحطة الفرعية السكنية، وتم ربط المحطات بالشبكة الوطنية وإنشاء الشبكات الداخلية الخاصة في المدينة. وتفقد موقع المدينة السكنية، إذ تم تسليم أكثر من 230 وحدة خلال منتصف العام 2016 بدلاً عن المخطط له 150 وحدة، وسيتم استكمال بقية الوحدات منتصف العام الحالي، وسيستمر البناء في المدينة والمرافق الصناعية تدريجياً. وتفقد الوزير مشروع محطة توليد الطاقة الكهربائية المركبة المتكاملة في المدينة والتي تعكف على إنشائها شركة الكهرباء لإمداد المدينة بالطاقة الكهربائية، بقدرة تصل إلى 1390 ميغاوات، منها 50 ميغاوات بالطاقة الشمسية. وزار أيضاً المنطقة المخصصة لمشاريع «أرامكو» واطلع على تطور الأعمال فيها، والتي ستكون منطقة خدمات ومركزاً لدعم قطاع الغاز غير التقليدي في الحدود الشمالية والذي يدعم متطلبات المدينة المستقبلية من الطاقة واللقيم.