عشية فتح باب الترشيحات اليوم لانتخابات الرئاسة المرتقبة في 19 أيار (مايو) المقبل، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني خصومه بإشاعة «أكاذيب»، معتبراً الأمر «خيانة كبرى». ووصف منتقديه الأصوليين ب «آلة دخان» تنشر «دخاناً أسود». تصريحات روحاني وردت خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، أتى بعد يوم على إعلان سادن الروضة الرضوية في مدينة مشهد إبراهيم رئيسي رسمياً، خوضه الانتخابات، متعهداً «إنقاذ» إيران من «آلام مزمنة» اعتبر أن معالجتها تكمن في «تغيير جذري في الإدارة التنفيذية» وتشكيل حكومة تجهد ل «استعادة كرامة الشعب ومحاربة الفقر والفساد». وداع روحاني عن سجلّ حكومته في السنوات الأربع الماضية، مشيراً إلى أن «مراكز الإحصاء الوطنية والخارجية» تفيد ب «تحسّن الظروف المعيشية للمواطنين، سياسياً واقتصادياً وفي الخدمات الحكومية». وتحدث عن «تحسّن الأوضاع المعيشية للمزارعين»، لافتاً إلى أن الحكومة «ستولي أهمية قصوى للصحة والبيئة، وتفكّر بالمحرومين والمستضعفين وسكان القرى والأرياف». وأضاف أن الحكومة أمّنت «غطاءً صحياً لجميع المواطنين»، للمرة الأولى في إيران. وتابع: «لو كان التضخم 10 و12 في المئة، ستكون زيادة الرواتب نحو 15 في المئة. وسنزيد 20 في المئة على مرتبات ذوي الدخل المحدود». وشدد روحاني على «وجوب أن نصل إلى مرحلة لا يحتاج فيها أحد إلى دعم حكومي»، معلناً توقيعه مرسوماً حول برنامج لزيادة فرص العمل. واعتبر أن «مفتاح تسوية المشكلات العالقة هو العقلانية والتدبير والجهود العامة»، وزاد: «نحن في مسار تطوّر بعد الاتفاق النووي (المُبرم مع الدول الست)، ومجال التحرّك بات أكبر». وأشار إلى أن «إيران بدأت مساراً جيداً مع العالم، وتسعى إلى تطوير برنامجها النووي، بالتعاون مع الصين وروسيا»، معتبراً أن «العلماء النوويين الإيرانيين الشباب سيذهلون العالم». وأكد روحاني ضرورة أن تكون انتخابات الرئاسة «عامل وحدة وانسجام» بين التيارات والأحزاب السياسية، يتيح «تعزيز قدرات البلاد وجعل الأعداء يهابون» طهران. وحضّ على «تجنّب إطلاق أكاذيب خلال الحملات الانتخابية، ونشر تقارير بلا أساس، تستهدف إشاعة اليأس بين الشعب»، معتبراً أن ذلك «خيانة كبرى». ووصف منتقديه ب «آلة دخان» تنشر «دخاناً أسود»، وزاد: «يجب ألا نرسم المستقبل أسود». وكان لافتاً أن روحاني تجنّب إعلان ترشّحه رسمياً، قائلاً: «إذا انتظرنا لخمسة أيام، سنرى من سيخوض» السباق. ويشير في ذلك إلى فتح باب الترشح اليوم، والذي يستمر حتى السبت المقبل. وكان مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي حذر من أن «أعداء» بلاده «يشنّون حرباً إعلامية، من أجل إضعاف إرادة المسؤولين الإيرانيين وزعزعتها، وزرع مفهوم العجز وعدم القدرة في قلوبهم». في غضون ذلك، رفض مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني مشروع قانون يتيح شبكات تلفزة خاصة في البلاد، وقدّمه تكتّل «الأمل» الإصلاحي. وتحتكر هيئة الاذاعة والتلفزيون الرسمية (إيريب) شبكات التلفزة في إيران، على رغم مطالبات من القطاع الخاص بقنوات غير حكومية. وتضمّن مشروع القانون أيضاً جزءاً يقترح تحويل إدارة «إيريب» إلى مجلس أمناء، علماً أن خامنئي يعيّن رئيس «إيريب». إلى ذلك، أعلن أصغر فخرية كاشان، نائب وزير النقل الإيراني، أن الخطوط الجوية الإيرانية وقّعت عقداً لشراء 20 طائرة من شركة «إي تي آر»، وهي مشروع مشترك بين «آرباص» الأوروبية وشركة «ليوناردو» الإيطالية. لكن ناطقاً باسم الشركة الإيطالية أشار إلى «وضع لمسات نهائية على الاتفاق» الذي يشمل خيار شراء 20 طائرة أخرى. ويأتي ذلك بعد توقيع طهران العام الماضي عقوداً مع «آرباص» و «بوينغ» الأميركية لشراء نحو 180 طائرة. وأشار كاشان إلى أن الخطوط الجوية الإيرانية قد تتسلّم خلال شهر، أولى طائراتها الجديدة من «بوينغ»، وذلك قبل سنة من الموعد المُتوقّع، إذ هناك طائرة جديدة قابعة من دون استخدام، لأن الخطوط الجوية التركية التي تعاني من أزمة سيولة، لم تعد تحتاج إليها.