لم يكن حادثا تفجير كنيستيْ طنطا والاسكندرية أمس، الأول من نوعه، فاستهداف الأقباط والكنائس نهج للجماعات الإرهابية في مصر، خصوصاً خلال السنوات الثلاث الماضية. ولا ينسى المصريون مشاهد اعتداء عناصر جماعة «الإخوان المسلمين» على الكاتدرائية المرقسية القبطية مطلع نيسان (أبريل) عام 2013 فيما كان الرئيس المعزول محمد مرسي جالساً في قصر الاتحادية الرئاسي لا يحرك ساكناً، وهو الهجوم الذي ألحق خسائر كبيرة في المبنى العريق، وكان بداية لسلسلة من الهجمات العنيفة تعرضت إليها الكنائس في مصر من عناصر «الإخوان»، خصوصاً في أعقاب فض اعتصاميْ الجماعة في رابعة العدوية والنهضة، واللذين شهدت منصاتهما تحريضاً من كبار قادة «الإخوان» على الأقباط بعد نعتهم ب «الكفر»، وهو ما استمر من خلال وسائل الإعلام المحسوبة على الجماعة. وخلال السنوات الماضية، ارتفعت وتيرة استهداف الكنائس في مصر، وآخرها استهداف كنيستي مار جرجس في طنطا والمرقسية في الإسكندرية في يوم احتفال المسيحيين في مصر بأحد السعف. الحادثان جاءا بعد نحو أكثر من ثلاثة أشهر من تفجير انتحاري نفسه في قاعة للصلاة في الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في العباسية (شرق القاهرة)، الأمر الذي أدى إلى سقوط نحو 29 قتيلاً معظمهم من النساء والأطفال، وهو الحادث الذي تبناه تنظيم «داعش»، متوعداً في تسجيل صوتي بمزيد من الهجمات. وفعلاً، استهدف التنظيم كنائس في مدينتي العريش ورفح خلال العام الماضي، كما قتل عدداً من الكهنة، قبل أن يستهدف بيوت الأقباط في مدينة العريش مطلع العام، ما أدى إلى نزوحهم إلى عدد من المحافظات المصرية. ووفقاً لتقارير حقوقية، فإن نحو 43 كنيسة، غالبيتها في صعيد مصر، خصوصاً محافظة المنيا، تعرضت إلى اعتداءات خلال الأسبوع الذي أعقب اعتصام «الإخوان»، من بينها نحو 27 كنيسة نهبت وحرقت بالكامل. كما طاولت الاعتداءات مدارس وجمعيات مسيحية ومباني خدمية، قبل أن يستهدف مسلحون في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2013 بالرصاص حفلة زفاف داخل إحدى كنائس منطقة الوراق (جنوبالقاهرة)، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص. وقبل رحيل الرئيس السابق حسني مبارك بأيام، وقع تفجير بسيارة مفخخة استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية الساحلية عشية احتفالات رأس السنة عام 2011، ما أدى إلى مقتل 23 شخصاً.