لم يسدل حكم قضاة المحكمة الكبرى في الطائف الستار على قضية «مذبحة الواصلية»، التي تعد واحدة من أشهر وأبشع القضايا التي مرت على مدينة الورود. فعلى رغم صدور حكم بالقصاص من أربعة متهمين في جريمة القتل وحبس أربعة آخرين تعزيراً أعواماً متفاوتة بحكم جرمهم، إلا أن الأخذ والرد ما زال متواصلاً، إذ يعتزم محامي المدانين استئناف الحكم، بينما يقود أبناء عمومتهم محاولات حثيثة للوصول إلى حل يفصلهم عن سيف القصاص من طريق تنازل أولياء الدم عبر وساطات قبلية. وكان اختلاف أبناء عمومة على قطعة أرض تقع في السيل الصغير أشعل الشرارة الأولى ل«مذبحة الواصلية»، إذ لم يدر بخلد جميع المختلفين أن اجتماعهم داخل إحدى الاستراحات في حي الواصلية منذ ما يربو على عامين ونصف بغرض حلحلة الخلاف سيعود وبالاً عليهم جميعاً، إذ سرعان ما تعالت أصوات المختلفين قبل أن يدخلوا في معركة بالأيدي تطورت إلى استخدام الأسلحة البيضاء في معركة ضارية حمى وطيسها ليشتاط أحدهم غضباً قبل أن يلجأ إلى الأسلحة النارية، لتتحول جنبات الاستراحة إلى ساحة وغى حوت وابلاً من الرصاص الذي أسقط ستة من أبناء العمومة المختلفين صرعى مضرجين في بركة كبيرة من الدماء. وكشف أحد أقرباء المحكومين بالقصاص والسجن الأديب مناحي القثامي ل «الحياة» عزم محامي المتهمين استئناف الحكم الصادر بحقهم. وقال: «ضحايا مذبحة الواصلية والمدانون فيها، جميعهم أبناء عمومة وأقارب من الدرجة الأولى وبينهم مصاهرة وبعضهم يلتقون في الجد الثاني، وربما تشكل هذه القرابة سبيلاً للوصول إلى تنازل في المستقبل القريب، إذ لا تزال الجهود متواصلة حتى الآن، خصوصاً أن أحد المحكومين بالسجن شيخ هرم تجاوز عامه ال 80، وهو أب لثلاثة من المحكوم عليهم بالقصاص وعم الرابع». ولفت إلي أن القضية تعد كارثة على صلة الرحم، مؤكداً ضرورة كظم الغيظ وضبط النفس عند تعرض المرء لمواقف قد تثيره في حياته اليومية.