كشفت تقارير حصول اتفاق بين السودان والولايات المتحدة على استضافة الخرطوم محطة لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إي) ضمن اتفاق شراكة لمكافحة الإرهاب، ويُنتظر أن تزور نائب مدير الوكالة جينا هاسبل الخرطوم في أيار (مايو) المقبل لإتمام هذه الشراكة. وورد في تقرير لمؤسسة «أفريكا انتلجنس» حمل عنوان: «تعميق التعاون الاستخباراتي بين السودان والولايات المتحدة»، أن هذه الاتفاقات تم التوصل إليها خلال زيارة مدير جهاز الأمن والاستخبارات السوداني الفريق محمد عطا إلى واشنطن الأسبوع الماضي بدعوة من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بومبيو. وأشار التقرير إلى أنه بموجب الاتفاق ستحتضن الخرطوم محطة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لمراقبة الجماعات الإرهابية مثل «داعش» و «القاعدة». وذكر التقرير نقلاً عن برقية سرية صدرت عن سفارة دولة عربية في الخرطوم أن «بومبيو بحث وعطا مذكرات تفاهم تؤسس لشراكة بين الخرطوموواشنطن ضد الإرهاب». وتابع أن نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، التي وصفها ب «المثيرة للجدل» جينا هاسبل، ستزور الخرطوم في أيار المقبل لإتمام الشراكة بين البلدين ضد الإرهاب. وأشار التقرير إلى اتصال غير مباشر أجري خلال الزيارة بين عطا ومدير مكتب المباحث الفيديرالية الأميركية جيمس كومي ومدير وكالة الأمن القومي مايكل روجرز. إلى ذلك، ناقش رئيس فريق الوساطة الأفريقية ثابو مبيكي مع الرئيس السوداني عمر البشير وممثلين لتحالف قوى «نداء السودان» المعارض بقيادة رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، تنفيذ خريطة الطريق الأفريقية في شأن السلام والمصالحة في السودان. وأكد مبيكي للصحافيين أن البشير أطلعه على مسار تشكيل حكومة الوفاق الوطني الذي انطلق بتعيين رئيس للوزراء، إلى جانب سير العمل على إشراك القوى السياسية في المجالس الاشتراعية والمحلية والولائية والقومية وإنشاء الدستور. وأضاف مبيكي: «أبلغت الرئيس البشير برغبتي في العمل على حض الأطراف التي لم تشارك في الحوار الوطني على المشاركة في بناء الدولة. وبحثت خلال لقائي بالإمام الصادق المهدي ورئيس (تحالف) نداء السودان أيضاً، هذه القضية. لو حققنا نجاحاً في هذا المسعى نكون أشركنا كال المكونات السياسية السودانية في الحوار ونكون حققنا الهدف». وأفاد مساعد الرئيس إبراهيم محمود بأن البشير ومبيكي اتفقا خلال اللقاء على أن الحوار الوطني ما زال مفتوحاً أمام الجميع لتأسيس دولة قوية ودستور دائم للبلاد، مشيراً إلى أن مبيكي «جاء بموافقة مبدئية من الحركات المسلحة في شأن الانضمام للحوار». في المقابل، قال المهدي إنه اتفق مع مبيكي على عقد لقاء بين قادة تحالف «نداء السودان» الذي يضم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح مع لجنة الحوار الوطني خارج البلاد برعاية افريقية. من جهة أخرى، حذر تقرير لمنظمة «كفاية» من خطة للاتحاد الأوروبي تتضمن بناء قدرات الأجهزة الأمنية في السودان ودعمها لوجستياً، للحد من تدفق الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا. وذكر التقرير أن الاتحاد الأوروبي سيساعد القوات الحكومية على تشييد معسكرَين مع مرافق احتجاز للمهاجرين، إذ يُعد السودان معبراً رئيسياً للمهاجرين من دول القرن الأفريقي. كما ورد أن «الاتحاد الأوروبي سيجهّز قوات حرس الحدود السودانية بكاميرات وماسحات ضوئية وخوادم إلكترونية لتسجيل اللاجئين». ونبّه التقرير إلى أن استراتيجية السودان لوقف تدفقات المهاجرين نيابةً عن أوروبا «تتضمن حملة قاسية من قبل قوات الدعم السريع السودانية على المهاجرين داخل البلاد». وأكد أن خطة عمل الاتحاد الأوروبي تتضمن بناء قدرات الأمن وأجهزة تنفيذ القانون في السودان، «بما في ذلك المجموعة شبه العسكرية التي تُعرف باسم قوات الدعم السريع والتي تمت إعادة تصنيفها كقوة حرس الحدود الرئيسية في السودان». عل صعيد آخر، كشفت السلطات في ولايتَي شمال وغرب كردفان، أن عدد القتلى في الاشتباكات بين قبيلتي حمر والكبابيش العربيتين بلغ 51 شخصاً و28 مصاباً، وأُعلنت حالة الطوارئ في الولايتين لمدة شهر.