يقال بأن الممارسة والتكرار يولدان الاحترافية، ووفق بحث جديد، قد ينطبق هذا على الكذب. ووفق تقرير صدر عن "سي أن أن"، يجد المعتلون نفسياً نجاحاً كبيراً في سوق العمل، وذلك بسبب قدرتهم على الكذب والتلاعب بالآخرين، وفق موقع "ميديكال دايلي". وحتى الكذب لغير المصابين بالاعتلال النفسي قد يكون مفيداً، إذ كشفت دراسة نشرت في "ذا وول ستريت جورنال" أن الكذب على النفس، للاقتناع أو التصديق بأن الشخص أفضل من غيره، يساعد بالفعل في التفوق على الآخرين. وأشار بعض الباحثين إلى أن السبب وراء الكذب على النفس قد يكمن في عملية تطور الإنسان على مر السنوات، أو قد يكون وسيلة لتعزيز الثقة بالنفس من دون وعي. وكانت أظهرت دراسات سابقة أن الكذب المتكرر، والإفلات من عواقبه، يؤدي إلى تقليل آثاره السلبية في الدماغ، وتقليل الشعور بالذنب اتجاه الفعل ذاته. وأوضحت دراسة نشرت في مجلة "نايتشر" أن الدماغ البشري يمكنه التكيف مع الكذب، ما يجعل ممارسته أسهل على الشخص في المستقبل. وذلك لأن الكذب يستهدف منطقة اللوزة في الدماغ المسؤولة عن الشعور بالذنب، ومع تكرار عملية الكذب والإفلات من عواقبه، تضعف الاستجابة السلبية في اللوزة، ما يقلل الشعور بالذنب. وبين أحد الباحثين أن النظرية الجديدة يمكن ملاحظتها في العلاقات الزوجية التي تتخللها الخيانات، إذ يمثل فعل الخيانة الزوجية مصدر قلق وتأنيب في البداية، إلا أن الاستمرار في فعله يجعله أسهل مع مرور الوقت، وبخاصة في حالات عدم اكتشاف الطرف الثاني. وأشارت الدراسة إلى أن النظرية لا تنطبق على الكاذبين كافة، إذ ليس من الضروري أن يشعر كل الأشخاص بتأنيب الضمير عند الكذب في المرات الأولى، ومنهم الأشخاص المصابون ب "الاعتلال النفسي" غير القادرين على الشعور بالذنب كسائر البشر.