يظن غالبية الناس انه لدى المرضى النفسيين أسوأ الصفات، وهم أبعد ما يكون عن الأصحاء، الأمر الذي يُعتبر اعتقاداً خاطئاً، فالمرضى النفسيون يتشاركون والأصحاء بصفات عدة. ونشر موقع "ميديكال دايلي" أبرز 10 سمات يمتلكها المرضى النفسيون، والتي لا تعد سلبية في كل الأحوال، فعلى سبيل المثال بعد تفضيل الاستيقاظ بالليل، وتفضيل الطعام المر، وضعف حاسة الشم هي من أكثر السمات الشخصية ارتباطاً بالمرضى النفسيين. وفي المقابل، يسهل تمييز بعض السمات الشخصية الأخرى للمرضى النفسيين مثل فقدان الشعور بالتعاطف وتعظيم الذات والكذب المرضي. السهر تُعرف أنماط الاستيقاظ والنوم عند البشر بإسم السمات الزمانية أي Chronotypes، وتتحدد بشكلٍ كبير على أساس جيني، لذا يشعر بعضنا باستفاقة، وذكاءٍ وانتباهٍ أكبر في أوقات معينة من اليوم. وتتأثر حالتنا المزاجية كثيراً في تركيبتنا الجينية، لذا فليس من المفاجئ ربط علماء النفس لعادات النوم بخصال شخصية معينة، مثل كون الانطوائية أكثر شيوعاً في من يستيقظون باكراً. وتُشير دراسة أُجريت في جامعة "سيدني" الغربية إلى أن الأشخاص الذين يفضلون العمل أو العزف الموسيقي في وقتٍ متأخر من الليل يزداد احتمال وجود "الثلاثية المظلمة" من الخصال النفسية لديهم وهي السيكوباتية والنرجسية والتلاعب. وتُبرّر الدراسة بأن هذا الربط ربما يكون ناتجاً من ارتكابهم جرائمهم تحت ستار الليل منذ أجيال بعيدة، ثمّ مرروا العوامل الجينية المؤدية إلى الأمراض النفسية والسهر لوقت متأخر إلى ذريتهم اليوم. العجز عن الشعور بالخجل اختبرت الأبحاث التي أجراها د. جاستن كامبل ود. جيف إليسون هذه الفكرة لدى مجموعة مؤلفة من 286 طالباً جامعياً، 52 منهم أظهروا خصال المرضى النفسيين. ووجد الباحثون أن من يقعون في تصنيف "المرضى النفسيين" تبنوا واحداً من أربع استجابات، عندما واجهوا موقفاً من المفترض أن يُثير مشاعر الخجل: مهاجمة الآخرين أو التفادي أو مهاجمة النفس أو الانسحاب. الاندفاع يرتبط كونك مريضاً نفسياً بطريقة عمل دماغك، وأيّ جزء من أجزائه أكثر قدرة على التحكم في أفعالك. ويتضح هذا عندما ننظر إلى ميل المرضى النفسيين إلى إظهار سلوكيات مندفعة وقدرتهم على تجاهل العواقب المحتملة الضارة على المدى الطويل. وذلك لأن الجزء من الدماغ الذي يسعى إلى الإشباع الفوري للرغبات، يستطيع التغلب على الجزء الذي يسعى إلى المصلحة على المدى الطويل. وربط علماء النفس هذا الاندفاع بعددٍ من المشاكل الشخصية والاجتماعية الشائعة، وبخاصة إدمان الكحول وكثرة تناول الطعام والإسراف في الإنفاق. الافتقار إلى التقمص العاطفي وواحدة من أشهر الخصال، هي انخفاض القدرة على الشعور بالتعاطف، إذ تعاونت مجلة Psychology Today في العام 2013 مع عيادة طب شرعي هولندية، لمعرفة بم يفكر من يحملون ومن لا يحملون خصال المرضى النفسيين. ووجد العلماء أن من سجّلوا درجات عالية في "اختبار المرضى النفسيين"، لم تنشط لديهم القشرة الجزيرية والحزامية المسؤولتان عن العاطفة. واستنتجوا أن عقل المرضى النفسيين يمنعهم من الشعور بالتعاطف مثل الآخرين. الإحساس المتضخم بالذات يُعتبر الحس المتضخم بقيمة الذات علامة إنذار حمراء كبيرة، وترتبط غالباً باضطراب الشخصية النرجسية، والذي يُعتقد أنه يُصيب حوالى ستة في المئة من سكان العالم، وفق بحثٍ أجرته شبكة Psych Central، كما كان أكثر شيوعاً في الرجال من الإناث. وقيّم باحثون في جامعة "أوكسفورد" عدداً من المشاهير الحديثين والرموز التاريخية، باستخدام معايير روبرت هير للمرضى النفسيين، والتي تتضمّن عُقد الفوقية. حاسة الشمّ واكتشف بحثٌ أجري في جامعة "ماكاري" في أستراليا، رابطاً مثيراً للاهتمام بين الأمراض النفسية وحاسة الشم. وأظهرت الدراسة ان الأشخاص الذين يعانون في التعرف على الروائح والتفرقة بينها، تزداد احتمالات تسجيلهم درجات عالية في اختبار خصال المرضى النفسيين. ويعود ذلك إلى أن الأشخاص الذين يحملون خصال المرضى النفسيين، لديهم خلل وظيفي في الجزء الأمامي من الدماغ، وهو مسؤول بشكلٍ رئيسي عن عناصر مثل التخطيط والتحكم في الاندفاع، كما أنه أساسي أيضاً لحاسة الشمّ القوية. وكشف باحثو علم النفس في جامعة "إنسبروك" في النمسا احتمال أن يكون الأفراد الذين يميلون إلى تفضيل الأطعمة والمشروبات المرة، مثل القهوة والشوكولاتة الغامقة، مرضى نفسيين. واكتشفوا ذلك عن طريق إجراء مقابلات مع ألف شخص، تضمنت خريطة للعلاقة بين ميولهم السيكوباتية وعاداتهم الاستهلاكية. الكذب المرضي يُستخدم الكذب المرضي غالباً كوسيلة للتلاعب بمن حولك لتحصل على ما تريد، أو لتفادي الملامة على خطأ ما ارتكبته أو فقط لكسر الملل. وقال الطبيب النفسي كوزمو هالستروم أن كثيرين من السيكوباتيين "يعيشون في عالمٍ خيالي" ويُحاولون إقناع الآخرين بأنه حقيقي.