تستعد حركة «إيتا» الانفصالية في إقليم الباسك الإسباني، لتسليم سلاحها اليوم، منهية 43 سنة من حملة عنيفة أوقعت 829 قتيلاً. وكانت الحركة أعلنت أنها ستلقي سلاحها في شكل كامل اليوم، استجابة لطلب من برلمان إقليم الباسك في هذا الصدد. وأضافت أن أعضاءها سيسلّمون أسلحتهم، مستدركة أن «أعداء السلام» قد يعرقلون العملية. وجمّدت «إيتا» نشاطها العسكري عام 2011، لإقامة دولة مستقلة في الإقليم الواقع شمال إسبانيا وجنوب فرنسا، لكنها لم تسلّم السلطات سوى بعض مخزونها من الأسلحة. وقتلت «إيتا» عام 1973 الأميرال لويس كاريرو بلانكو، الخليفة المعيّن للديكتاتور الجنرال فرنشيسكو فرانكو، إذ فجّرت سيارته وسط مدريد. واستعادت إسبانيا الديموقراطية رسمياً عام 1978، بعد 3 سنوات على وفاة فرانكو، لكن «إيتا» كثّفت حملتها، وفجّرت سوبرماركت في برشلونة عام 1987، موقعةً 21 قتيلاً. وشددت السلطات الإسبانية على أنها لن تقدّم شيئاً في مقابل تسليم «إيتا» سلاحها، وحضّت ناشطيها على تفكيك الحركة وتسهيل عمل الشرطة في حلّ جرائم عالقة. وترى إسبانيا وجوب الامتناع عن الثناء على «إيتا»، بعد خطوتها، معتبرة أن عملاً شاقاً أنجزته الشرطة والقضاء، هزم الحركة، ما أدى إلى إعلانها وقفاً للنار عام 2011. وقال الناطق باسم الحكومة إينييغو منديز دي فيغو، إن على أعضاء «إيتا» مساعدة أقارب ضحايا الحركة، من خلال تعاونهم لتسوية مئات من الملفات العالقة. ونزع السلاح هو خطوة طالبت بها فرنسا وإسبانيا اللتان تريدان من «إيتا» أن تحلّ نفسها رسمياً. وإذ يشكّل نزع السلاح خطوة حاسمة لإنهاء الصراع الباسكي، هناك ترقّب لإمكان أن يساهم تراجع تدريجي لواحد من آخر الصراعات القومية العنيفة في أوروبا، في تضميد انقسامات اجتماعية يعود تاريخها إلى عقود، سبّبتها في إسبانيا وإقليم الباسك شمالاً. وهناك أيضا مسألة التعامل مع مئات من أعضاء «إيتا» المحتجزين، وعدد ضئيل منهم ما زالوا فارين. واسم «إيتا» هو اختصار في لغة الباسك ل «أوسكادي تا أسكاتاسونا»، ويعني «وطن الباسك والحرية». وأُسِست الحركة أواخر خمسينات القرن العشرين، خلال حكم الجنرال فرانكو. وكان هدفها المعلن إقامة دولة مستقلة من مناطق الباسك على جانبَي جبال البيرينيه. وللباسك ثقافة متميزة ولغة قديمة تُسمى «أوسكارا».