لندن، ستوكهولم، مكسيكو - يو بي آي، رويترز - هدد قراصنة كمبيوتر اعلنوا تضامنهم مع موقع «ويكيليكس» الذي نشر قبل اسبوعين 250 الف وثيقة ديبلوماسية اميركية سرية اثارت استياء واشنطن، بشل مواقع الحكومة البريطانية إذا سلمت مؤسس الموقع المعتقل لديها منذ الثلثاء الماضي جوليان أسانج إلى السويد التي تتهمه بقضية «اغتصاب وتحرش جنسي»، وضرب موقع «أمازون» لتجارة التجزئة على الإنترنت. في المقابل، نفى «ويكيليكس» صلته بالهجمات الإلكترونية ضد شركات عالمية تعتبر معادية له، وقال إنه «لم يدعم أو يشجب الحملة». وأفادت صحيفة «ديلي تلغراف» بأن شبكة تضم حوالى 1500 من ناشطي الإنترنت عطلت موقتاً موقعي شركتي «ماستر كارد» و «فيزا» لبطاقات الائتمان عبر ملايين الزيارات الوهمية، في اطار عملية حملت اسم «عملية الرد» (اوبريشن باي باك)، بعدما جمدت الشركتان التعامل مع التبرعات المخصصة لموقع «ويكيليكس». وشمل ذلك ايضاً مواقع شركات مالية اخرى والحكومة السويدية التي اصدرت المذكرة الدولية لاعتقال اسانج. ونسبت الصحيفة إلى ناشط الإنترنت الأميركي غريغ هوش الذي عمل مع قراصنة سابقاً قوله إن «مهاجمي المعلوماتية سيستهدفون الحلقات الأضعف لأنهم يريدون رؤية نتائج. وسيلجأون في المرحلة الأولى إلى اختبار بعض المواقع قبل أن يقرروا». وأبلغها قرصان للكمبيوتر: «الأكيد أنها حرب معلومات، سببها الرئيسي كون المعلومات مجانية، ولا يحق للحكومات الاحتفاظ بها». في المقابل، اعلن الناطق باسم «ويكيليكس» كريستن هرافنسن أن الهجمات «تعكس رأياً عاماً من الأفعال التي تلت التسريبات، لكن الموقع لا علاقة له بمجموعة المجهولين التي تنفذها، ولم يحصل أي اتصال معهم». ويستغرب بعض المدافعين عن حرية الحصول على معلومات ومتعاطفين مع «ويكيليكس» هجمات مجموعة «مجهولون»، قائلين إنه «لا يمكن الدفاع عن موقف ويكيليكس عبر إنكار حق الآخرين في الحصول على معلومات». الى ذلك، افادت صحيفة «داجنز نيهيتر» السويدية في تقرير بعنوان: «متمردو ويكيليكس الجدد يستهدفون أسانج»، بأن مجموعة من العاملين السابقين في «ويكيليكس» يعتزمون إطلاق موقع جديد يحمل اسم «اوبنليكس» الأسبوع المقبل للاحتجاج على اسانج. ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تكشفه على صلة بالموقع الجديد قوله: «هدفنا الطويل الأمد بناء منصة قوية وشفافة لدعم مسربي المعلومات السرية تكنولوجياً وسياسياً، وفي الوقت ذاته تشجيع آخرين على بدء مشاريع مماثلة. اما الهدف القصير الأمد فيتمثل في إنجاز البنية التحتية الفنية، وضمان أن تبقى المنظمة تحت حكم ديموقراطي يوفره كل أعضائها وليس مجموعة واحدة أو فرد واحد». وأورد التقرير ايضاً ان «موقع أوبنليكس الجديد يهدف الى توفير سبيل لمسربي المعلومات السرية لنشر ما لديهم من معلومات، لكنه لن ينشر بنفسه هذه المعلومات مباشرة، بل ستدخل منظمات أخرى على نظامه وتقدم للجمهور المعلومات التي تملكها. كما ستشارك أطراف عدة بينها جهات إعلامية ومنظمات لا تهدف الربح ونقابات عمالية وغيرها في معالجة الوثائق ونشرها». ونقل التقرير عن شخص آخر قوله: «نظراً الى عزمنا عدم نشر أي وثيقة بشكل مباشر أو باسمنا فلا نتوقع أن نواجه الضغط السياسي ذاته الذي يمارس على ويكيليكس». وفي المكسيك، اهدى نادي الصحافيين اسانج لوحة تكريمية ل «مساهمته في ايقاظ ضمير البشرية بإعطائه ادلة على ما عرفه كثيرون». وقال الكاتب الأرجنتيني المقيم في مكسيكو مارثيلو فابيان مونغس: «ساعد اسانج البشرية في معرفة نفسها بشكل افضل، ومعرفة كيف يعمل العالم ولماذا». ورفع الصحافي المكسيكي رامسيس انثيرا العضو في جمعية «التضامن المكسيكية مع ويكيليكس» التي تشكلت حديثاً لافتة كتب عليها: «جميعنا جوليان اسانج».