تستعد وحدات الجيش اليمني وقوات من دول التحالف العربي لدعم الشرعية لاستعادة ميناء الحديدة على البحر الأحمر الذي يسيطر عليه الحوثيون ويدخل منه 70 في المئة من الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين يمنيين أن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي حشدت لواءين تمّ تدريبهما أخيراً، أحدهما يتمركز في منطقة ميدي على بعد 230 كيلومتراً إلى شمال الحديدة قرب الحدود مع السعودية، والآخر خارج الخوخة على بعد نحو 130 كيلومتراً جنوبالمدينة. وكانت القوات اليمنية حققت مكاسب أخيراً، بسيطرتها على ميناء المخا. ومن أجل استعادة محافظة الحديدة ومينائها تحتاج القوات الحكومية إلى عبور مناطق واسعة يسيطر عليها الحوثيون، إضافةً إلى معظم المناطق المأهولة في غرب اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بالحديدة. وقال مدير التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع اليمنية محسن خصروف ل «رويترز»: «بعد أن رفضت الأممالمتحدة طلب الحكومة المدعومة من التحالف للإشراف على ميناء الحديدة لضمان عدم استخدامه لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، أصبح من الضروري أن تقوم الحكومة بإنهاء سيطرة هؤلاء عليه». وأضاف أن «القرار السياسي لتحرير الحديدة اتخذ والاستعدادات العسكرية اكتملت، ولم يبقَ إلا انتظار ساعة الصفر لتحرير الحديدة». من جهة أخرى، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكابتن جيف ديفيز ليل أول من أمس (الإثنين)، إن الولاياتالمتحدة نفذت أكثر من 70 ضربة إضافية ضد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» باليمن منذ 28 شباط (فبراير) الماضي. ميدانياً، تمكن الجيش الوطني أمس، من السيطرة على تبة المدرجات وأجزاء واسعة من شارع الثلاثين بعد معارك مع الحوثيين والميليشيات الموالية للرئيس السابق علي صالح غرب مدينة تعز. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصدر عسكري في محور تعز، أن أفراد الجيش الوطني يتقدمون باتجاه نقطة السمن والصابون وتبة غراب، غرب المدينة، ويتقدمون في تبة الجعشاء، وأن المعارك أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر الميليشيات وتدمير أطقم عسكرية تابعة لهم وسقوط أربعة من عناصر الجيش الوطني. واستقبل رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى اليمن ريتشارد إتش رايلي. وأشاد بن دغر بموقف الولاياتالمتحدة ودعمها للسلطة الشرعية في إنهاء الانقلاب، ودورها في التخفيف من معاناة الشعب اليمني الذي يعاني من نتائج الحرب العبثية التي فرضتها الميليشيات الانقلابية. وأكد رئيس الوزراء أن الأوضاع في المحافظات المحررة تمضي في طريق التعافي، بفضل الجهود التي بذلتها الحكومة في تطبيع الحياة وعودة عمل مؤسسات الدولة، التي كانت شبه مدمرة بسبب الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي وصالح. وقال رئيس الوزراء: «إن التدخلات الإيرانية في اليمن أطالت أمد الحرب، وعلى المجتمع الدولي أن يضع حداً لهذه التدخلات التي تشكل خطراً على الأمن القومي العربي والإقليمي». كما أشاد بدعم السعودية والإمارات وبقية دول التحالف العربي على مساندتهم الحكومة اليمنية والدعم الذي تقدمه في سبيل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب. وجدد القائم بأعمال السفارة الأميركية موقف بلاده الثابت والداعم السلطة الشرعية، مشيراً إلى أن حكومة الولاياتالمتحدة تقدر الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية لتخفيف معاناة المواطنين، مشيداً بإدارة المؤسسة العسكرية ومدى نجاحها في مواجهة تنظيمي «القاعدة» و «داعش» الإرهابيَين.