اتهم وزيرٌ يمني الانقلابيين بالسطو على 63 سفينة إغاثة و223 قافلة مساعدات، في وقتٍ ذكر تحالف حقوقي أنهم دمروا وأغلقوا 959 مؤسسة تعليمية وجنّدوا 329 طفلاً. وأفاد وزير الإدارة المحلية في الحكومة الشرعية، عبدالرقيب فتح، بأن ميليشيات الحوثي- صالح احتجزت ونهبت، منذ انقلابها في مطلع 2015م، أكثر من 63 سفينة إغاثة. وكانت هذه السفن وصلت، وفق تصريحٍ له نشرته أمس وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، إلى موانئ الحديدة والصليف (غرب) وعدن (جنوب) وعلى متنها مساعدات إنسانية وإيوائية وصحية للنازحين والمتضررين من القصف الميليشياوي لكن الانقلابيين احتجزوها. في السياق نفسه؛ اتهم الوزير فتح الميليشيات بالسطو على أكثر من 223 قافلة محملة بالمساعدات. وذكر أن الحوثيين وحلفاءهم يصادرون قوافل المساعدات قبل وصولها إلى المحافظات ويدّعون توجيهها إلى «المجهود الحربي لميليشياتهم» لكنهم يبيعونها لاحقاً في سوق سوداء و«لم يكتفوا بذلك بل تعدوه إلى مداهمة مقار المنظمات العاملة في مجال الإغاثة واختطاف 30 من موظفيها» و«آخر ذلك اختطاف العاملين في المكتب النرويجي للاجئين في محافظة الحديدة واختطاف 7 عاملين في مجال الإغاثة في دمنة خدير في محافظة تعز». وحمّل فتح، الذي يرأس اللجنة اليمنية العليا للإغاثة، الانقلابيين المسؤولية عن انتشار المجاعة في عددٍ من المحافظات التي يحتلونها. وشدد «هذه الانتهاكات تسببت في زيادة نسبة المجاعة في عدد من المحافظات التي لم تصل إليها المساعدات»، داعياً إلى الضغط على الميليشيات «لإيقاف مسلسل الانتهاك اليومي بحق (أعمال) الإغاثة الإنسانية». ونقلت «سبأ» عن الوزير استغراباً من «صمت المنظمات الأممية تجاه هذه الانتهاكات» ودعوةً إلى فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة لفضح الجرائم التي يرتكبها الانقلاب بحق اليمنيين. ويرى فتح أن المنظمات الدولية تقف موقف المتفرج أمام من يحصل من انتهاك، مطالباً بالتصدي بحزم لهذه الأعمال وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها. ويحتل المتمردون العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة الساحلية (غرب) ومناطق أخرى، في حين استعادت قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية)، المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة، معظم مناطق الجنوب بما فيها العاصمة المؤقتة عدن ومناطق واسعة في الشرق والغرب والشمال، ما قلّص المساحة الجغرافية الواقعة تحت سيطرة الانقلاب. حقوقياً؛ اتهم التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان الانقلابيين بإخراج 959 مؤسسة تعليمية من الخدمة في عددٍ من المحافظات؛ بقصفهم للمدارس أو تدميرها أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة أو معتقلات. وأفاد التحالف، في ورقةٍ قدمها أمس في جنيف إلى الدورة ال 34 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بأن الحوثيين وحلفاءهم حرموا كثيراً من الأطفال من خدمات التعليم وجنّدوا 329 طفلاً خلال الفترة بين سبتمبر 2014م ومارس 2016م. ونبّهت الورقة، التي حملت عنوان «انتهاكات حقوق الأطفال» وأعدّها الدكتور سمير شيباني، إلى وجوب احترام حقوق الأطفال في وقتي السلم والحرب، داعيةً المجتمع الدولي إلى منح الأولوية للأطفال ضحايا العنف في مناطق النزاعات المسلحة. واتهمت ورقة أخرى، قدمها التحالف الحقوقي، الانقلابيين بتنفيذ سياسات اقتصادية بددت احتياطات اليمن من العملات الأجنبية وأوقفت عجلة الاقتصاد ودفعت المدنيين إلى حافة الفقر الشديد. وأشارت الورقة، التي ركزت على «الحق في الغذاء»، إلى لجوء حكومة الانقلاب غير الشرعية، في صنعاء، إلى تضييق الحياة التجارية وفرض رسوم باهظة وخلق سوق سوداء، ملاحِظةً تضرر الزراعة المحلية المرتبطة بالوقود على خلفية انعدام مادة الديزل أو ارتفاع سعرها بسبب السوق السوداء التي تموّل الميليشيات. ولفت التحالف الحقوقي إلى عدم توفير اليمن أكثر من 10 % من احتياجاته من الحبوب. ميدانياً؛ دمر الجيش اليمني أمس مخزن أسلحة تابعاً للانقلابيين في محافظة الجوف شمالي شرق صنعاء، حسبما أورد موقع «المشهد اليمني» الإلكتروني. ونقل الموقع الإخباري عن مصادر عسكرية أن مدفعية الجيش، في جبهة الساقية، استهدفت المخزن وطاقماً عسكرياً تابعاً ما أدى إلى احتراقهما. ومنذ أشهر؛ تدور، بحسب «المشهد اليمني»، مواجهات متقطعة على جبهات عدة في الجوف بين الجيش والمقاومة من جهة وميليشيات الحوثي- صالح من جهة ثانية؛ ما يكبّد الأخيرة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. ووفقاً لمصادر الموقع نفسه؛ تواصلت أمس المعارك العنيفة بين الطرفين في مديرية نهم شرق صنعاء، و«تركزت في جبهة وادي ضبوعة المتاخم لمديرية أرحب يميناً وسد العقران يساراً». إلى ذلك؛ قُتِلَ أحد أفراد خفر السواحل وفُقِدَ آخران الجمعة، إثر انفجار لغم زرعه الحوثيون في زورقٍ على سواحل مدينة المخا غربي تعز، حسبما أفاد مصدر ميداني. وأبلغ المصدر موقع «المشهد اليمني» بتسبب التفجير في غرق الزورق ومقتل الجندي محمود خان وفقدان اثنين من زملائه لا تزال الدوريات تبحث عنهما. وكتب الموقع «مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح .. عمدت إلى زرع السواحل الغربية بالألغام إيرانية الصنع لإعاقة تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة في معركة تحرير الساحل الغربي». وكانت الحكومة الشرعية أعلنت، قبل أسابيع، تحرير المخا بدعمٍ من التحالف العربي، بعد معارك ضد الميليشيات.