اتهمت قوات الجيش اليمني و «المقاومة الشعبية» ميليشيات جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح بالإصرار على خرق الهدنة التي أعلنها التحالف العربي، في يومها الثاني على كل الجبهات. وأكدت أن 18 مدنياً قُتِلوا وجُرِح 27 آخرون في قصف الميليشيات للأحياء السكنية في مدينة تعز. وأفادت المصادر الحكومية بأن «الميليشيات كثّفت قصفها على تعز وضواحيها، وشدّدت الحصار على المدينة، وواصلت حشد التعزيزات، في حين بلغت خروق الهدنة 328 خرقاً في الساعات ال18 التي تلت سريان الهدنة، معظمها في تعز. وأعلنت رئاسة الأركان اليمنية أنها أحصت قيام المتمردين ب166 خرقاً في تعز و69 في محافظة الجوف و39 في مأرب و20 خرقاً في مديرية نهم و10 خروق في الضالع ومثلها في البيضاء، إضافة إلى 7 خروق في حجة و5 في شبوة و3 في إب. وأكدت مصادر الجيش الوطني أن الميليشيات الحوثية وقوات علي صالح في تعز استهدفت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة مناطق «حي التحرير وحي الضبوعة، وحي الشمسي وأحياء ثعبات، والصفاء والدعوة ووادي صالة والحوض والأشبط والحمد والمركز الثقافي وموقع المكلكل». كما استهدفت في الجبهة الغربية «معسكر المطار القديم وتبة القاسم وتبة ياسين وتبة الخزان، وقرية المربعة، والدمينة ووادي التبدد والمنطرح حذران» وفي الجبهة الشمالية «أحياء عصيفرة والزنوج وجبل جرز». وأوضحت أن القوات الحكومية صدّت هجوماً للحوثيين وقوات علي صالح على الجبهة الشرقية، كان يستهدف استعادة المواقع التي حررتها قوات الجيش أخيراً. وأكدت أن القوات الحكومية شنّت هجوماً مضاداً تمكّنت خلاله من «استكمال تحرير أحياء بازرعة والسقافين تزامناً مع تحرير موقع «الجامعة اللبنانية» والاقتراب من مدرسة محمد علي عثمان جنوب معسكر الحرس المجاور لقصر الشعب». وأكدت قوات التحالف العربي أن دفاعاتها الجوية اعترضت صاروخين بالستيين أطلقهما الحوثيون باتجاه مأرب، كما دمّرت صاروخاً ثالثاً أطلقوه باتجاه الحد الجنوبي للأراضي السعودية. وكان التحالف أعلن بدء هدنة إنسانية ظهر السبت، لمدة 48 ساعة قابلة للتمديد إذا التزم الحوثيون وقوات علي صالح بها، وأرسلوا ممثّليهم في لجنة التهدئة إلى ظهران الجنوب. إلى ذلك، أفادت وكالة «فرانس برس» بأن صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون لم تتعرض لأي غارة جوية من التحالف العربي منذ بدء سريان الهدنة. وأعطى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، توجيهاته إلى الجيش بالتصدي لخرق وقف النار. وجاءت تعليماته خلال اتصال هاتفي أجراه مع قائد المنطقة العسكرية الخامسة غرب اليمن، اللواء توفيق القيز. في السياق ذاته، أكدت لجنة التهدئة التابعة للجيش اليمني رصد إقدام الحوثيين على 195 خرقاً للهدنة في محافظة تعز، خلال الساعات ال24 الماضية. وأشارت إلى مقتل 18 مدنياً بينهم طفلان، وجرح 27 آخرين، بينهم نساء وأطفال. ولفتت اللجنة إلى أن الميليشيات لا تزال تحاصر المدينة من كل الاتجاهات، وتغلق الطرق الرئيسة المؤدية إليها من صنعاء والحديدة وعدن، وتمنع تنقّل المواطنين ودخول المساعدات. وأكد وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب سيف فتح، احتجاز الميليشيات الانقلابية عدداً من سفن الإغاثة المقدّمة من الدول المانحة. وأشار، خلال لقائه ليل السبت في الرياض سفير روسيا لدى اليمن فلاديمير ديدوشيكن، إلى أن الانقلابيين المسيطرين على ميناءي الصليف والحديدة (غرب اليمن) يمنعون دخول المساعدات إلى المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، ما تسبّب في مجاعة في بعض المحافظات، بخاصة الحديدة. وشدّد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر على أن دول التحالف أنقذت بلاده من أخطار المشروع الطائفي الذي استخدم ميليشيات مسلّحة لتنفيذ مخططه. ونوّه في تصريح بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أمس، ب «الوقفة الأخوية الشجاعة لدول التحالف العربي من أجل دعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية»، مضيفاً إن مشروع إيران «باء بالفشل». ورأى أن «قوى الانقلاب تسعى إلى تحويل اليمن شوكة في خاصرة دول الجوار، وتهديد أمن المنطقة والإقليم والعالم.