قتل 13 على الأقل من عناصر تنظيم «القاعدة» في اليمن، في غارات نفذتها طائرات اميركية بلا طيار في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) وفي صد الجيش اليمني هجوماً على احد مواقعه في منطقة الكود بمحافظة أبين الجنوبية. وقالت مصادر محلية في البيضاء ان طائرات أميركية بلا طيار شنت ثلاث غارات متتالية على سيارات ومواقع ل «القاعدة» في مناطق متجاورة هي الشريعة والصبول ورمم، التابعة لمديرية قيفة في رداع، وقتل فيها 7 مسلحين على الأقل بينهم قيادي مطلوب لأجهزة الأمن اليمنية، وجرح عدد آخر، وذلك في اطار التسهيلات التي منحتها الحكومة اليمنية لواشنطن بفتح الأجواء اليمنية أمام طائراتها لشن غارات تستهدف قيادات وعناصر «القاعدة». ولم تتمكن «الحياة» من الحصول على معلومات من مصادر قريبة من «القاعدة»، لكن المصادر المحلية اكدت ان جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بالتنظيم فرضت طوقاً أمنياً على المواقع التي استهدفتها الغارات ومنعت سكان المناطق المجاورة من المرور فيها. وتقول مصادر عسكرية وأمنية يمنية ان طائرات التجسس الأميركية نفذت عشرات الغارات على مواقع «القاعدة» في أنحاء متفرقة من اليمن منذ انطلاق حملة الجيش اليمني في العاشر من الشهر الجاري ضد «القاعدة» في محافظة أبين (جنوب) والمناطق المجاورة لها، وأسفرت عن مقتل عشرات المسلحين المتشددين وبينهم قيادات ميدانية مهمة. وأشارت المصادر إلى أن الغارات الأميركية فشلت في اصطياد قيادات رئيسية من «القاعدة» تعتبرها في طليعة أهدافها، وبينها زعيم التنظيم ناصر الوحيشي (أبو بصير)، وقائد الجناح العسكري قاسم الريمي (أبو هريرة)، والقياديان السعوديان نائب زعيم التنظيم سعيد الشهري (أبو سفيان) وصانع القنابل ابراهيم عسيري. وأكدت ان الطائرات الأميركية شنت 10 غارات على الأقل خلال أسبوعين لاصطياد العسيري، على مواقع في محافظات أبين ومأرب وحضرموت والبيضاء، غير أنها فشلت في رصد حركته. وأضافت ان فريق التنسيق العسكري الأميركي الذي يشرف على حملة الجيش اليمني في أبين قدم معلومات إلى قيادة العمليات تدل الى مواقع جبلية محصنة للمسلحين في منطقتي لودر وجعار كانت تعتقد أن العسيري أو أحد القيادات الرئيسية للتنظيم موجود فيها. وأوضحت ان وحدات من الجيش يساندها الطيران الحربي هاجمت تلك المواقع لكنها لم تجد اثراً لهؤلاء. وعلى صعيد عمليات الجيش في جنوب اليمن، أكد مصدر عسكري في أبين مقتل القيادي البارز في «القاعدة» عبدالرحمن ناصر المسلمي مع خمسة مسلحين آخرين بأيدي القوات الحكومية في منطقة الكود شرق زنجبار، عندما تصدت هذه القوات أمس لعشرات المسلحين بقيادة المسلمي حاولوا مهاجمة موقع للواء 119 مشاة. وقال المصدر ان الجيش تنبه للهجوم وتصدى له بالمدفعية الثقيلة ما أسفر عن مقتل المسلمي وخمسة آخرين وجرح 7 مسلحين. وكانت القوات الحكومية قصفت أمس بكثافة مواقع «القاعدة» في مدينتي زنجبار وجعار بمختلف الأسلحة الثقيلة. وقالت مصادر عسكرية ومحلية ان القصف، وهو الأعنف منذ بدء الحملة العسكرية، تركز على مناطق رهوة الحصان و 7 أكتوبر ومزرعة عشيش والملاحي والمزارع، الواقعة في الجنوب الغربي لجعار حيث يتمركز المسلحون، وأكدت ان القصف خلف عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، وتدمير عدد من الآليات المسلحة.