ظهرت مؤشرات إلى انتقال الصراع الدائر بين الفصائل المسلحة في سورية إلى الفلوجة، بسبب الخلافات بين «المجلس العسكري» و»داعش» اللذين يتقاسمان النفوذ في المدينة، خصوصاً إذا فشلت المفاوضات في عمان بين المجلس والحكومة الاتحادية. وقال مصدر عشائري رفيع المستوى في اتصال مع « الحياة» ان «المدينة معرضة لصراع داخلي بين المسلحين بسبب خلافات على ادارة الوضع الأمني». وأوضح، وهو عضو في مجلس عشائر الفلوجة الى ان «المجلس العسكري يسعى إلى منع الجيش من دخول المدينة، ويرفض التوسع خارجها لتنفيذ عمليات امنية، كما يرفض قتل الجنود الأسرى ولكن عناصر الدولة الأسلامية لها اهداف اخرى». وأضاف أن الفصائل المسلحة في الأنبار، ومنها «حماس العراق» و»كتائب ثورة العشرين» و»المرابطون» و»النقشبندية» و»الجيش الإسلامي» بدأت تتذمر من تصرفات «داعش». وكشف المصدر ان «عناصر التنظيم ضيقوا الخناق داخل المدينة منذ اسبوعين وبدأوا تكريس نفوذهم، متجاهلين حضور اجتماعات المجلس العسكري للثوار ولم يلتزموا توصيات اصدرها، وضيقوا على الصحافيين لمنع نقل ما يجري حالياً». ولفت الى ان «سكان المدينة يعيشون اوقاتهم على وقع الخوف من حصول نزاع بين داعش وبقية الفصائل المسلحة كما يحدث في سورية حالياً»، وأشار الى ان «الخلافات ليست كبيرة حالياً لكنها معرضة للتطور مع تقدم المفاوضات الجارية في عمان بين الحكومة وممثلي الفصائل المسلحة في الأنبار». وكان بيان نشر على مواقع انترنت وأكده مجلس محافظة الأنبار جاء فيه ان «منتسبي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام توهموا ان حلم المجلس لدرء الفتنة والتغاضي ضرب من الضعف ما اعطاهم الفرصة لتوسيع نفوذهم وفرض حساباتهم». وأضاف ان «منتسبي الدولة الإسلامية قاموا بالاعتداء على بعض رموز المجلس في الفلوجة، غير مراعين شرع الله في توقير اهل الجهاد والرباط، ولم يحسبوا حساباً لغضبة عشائرهم». وتابع البيان ان «عناصر داعش قاموا بالاعتداء على مقاتلي المجلس والفصائل المرابطة على الثغور من خلال اختطاف عدد كبير منهم ومصادرة اسلحتهم وعدد آخر من ابناء العشائر»، وكشف المجلس تخيير مسلحي «داعش» المختطفين بعد ضربهم وتعذيبهم بين المبايعة وإلقاء السلاح وترك «الجهاد في سبيل الله». وأعلن البيان «دعوة صادقة إلى داعش بالكف عن هذه الممارسات المرفوضة من قبل جميع المجاهدين ومن النخب الإسلامية والعشائرية التي تمثل اهلها الذين يعانون الخوف والتشريد ويقدمون التضحيات من اجل تحقيق الانتصارات». وتابع المجلس انه «سيكون من حقه اتخاذ التدابير الوقائية لحماية ابنائه وكشف حقيقة كل اعضاء المجالس والثوار والمجاهدين في المحافظات المجاهدة الأخرى، ومناقشة ما يلزم اتخاذه من مواقف ازاء هذه التطورات المقلقة ليحافظ المجاهدون على انفسهم ويحولوا دون استهداف مشروعهم الجهادي». وزاد ان «الثوار في المجلس العسكري الذي كان له الشرف بطرد جيش المالكي وعصاباته قد اخذوا على عاتقهم مواجهة الظلم والطغيان الذي يتعرض له اهلنا في المحافظات المنتفضة وبذل الأرواح رخيصة في سبيل الدفاع عن دينهم وأهلهم». وأكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي صدور البيان، وقال ل «الحياة» ان «الفصائل المسلحة في الفلوجة التي لم تتلوث أيديها بقتل الأبرياء والجنود العزل يتذمرون من سلوك داعش منذ شهور وليس الآن وهم يسعون إلى التخلص من التنظيم». وعلمت «الحياة» من مصدر مطلع ان تحضيرات جارية لعقد لقاء واسع يجمع ممثلي الفصائل المسلحة الفاعلة في الأنبار وممثلي الحكومة الاتحادية ومجلس محافظة الأنبار للبحث في تسوية سياسية سلمية للأزمة في مدينة الفلوجة. وأضاف المصدر ان «الحكومة اكدت تنفيذها كل مطالب الفصائل المسلحة غير المتشددة وأكدت عدم نية الجيش اقتحام الفلوجة ما خلق ارتياحاً لدى الفصائل المسلحة». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي، اعلن اول من امس قرب حل أزمة الأنبار، وتعهد تعويض المتضررين، ولفت الى أن معركة الفلوجة استغرقت وقتاً أكثر مما ينبغي. الى ذلك، نفى رجل الدين العراقي عبد الملك السعدي علمه بالمبادرة وقال ان «اي مبادرة حل مع المالكي في محافظة الأنبار الغربية مشروطة بعدم اجهاض الثورة وتنفيذ كل مطالب المحافظة».