أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأهمية التي يعلقونها على تطوير العلاقات مع مصر والتعاون معها في تحقيق الأهداف المشتركة لدعم العلاقات الثنائية ومواصلة العلاقات الإستراتيجية لأثرها الايجابي على تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن مواجهة التهديدات المشتركة كظاهرة الإرهاب. وقال كيري خلال لقائه أمس الأحد مع نظيره المصري سامح شكري إنه حضر للقاهرة لتكثيف مستوى الحوار القائم بين البلدين. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية المصري أهمية العلاقات بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات استناداً إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتفهم حقيقة الأوضاع والصورة الصحيحة لما يحدث في البلاد من عملية تغيير مجتمعي في إطار بناء نظام ديمقراطي حقيقي يعكس إرادة الشعب المصري. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي في تصريح صحافي عقب اللقاء إن المباحثات بين الوزيرين والوفدين المرافقين ركزت على أوجه تطوير العلاقات الثنائية في إطار عملية التحول الجارية في مصر وإسهام الولاياتالمتحدة في دعم هذه العملية من خلال تقديم الدعم الاقتصادي وغيره من أشكال الدعم. وأوضح أن المباحثات تناولت عدداً من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في العراق وتطورات الأزمة السورية فضلاً عن الأوضاع الراهنة في ليبيا. وقد أكد الوزير شكري على الموقف المصري الخاص بأن يتم استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية استناداً إلي مرجعيات عملية السلام وأن تتم عملية التسوية وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وفيما يتعلق بالوضع في العراق، شدد الوزير شكري على ضرورة الحفاظ علي وحدة الدولة العراقية وسلامة أراضيها وإشراك كافة القوي الوطنية العراقية في تحديد مستقبل البلاد والتصدي للتحديات القائمة من خلال مواجهة قوي الإرهاب والتطرف. وأوضح أن الوزير شكري خلال المباحثات على أهمية الحل السياسي للأزمة السورية بما يضمن وحدة أراضي الدولة ويحقق تطلعات الشعب السوري في بناء ديمقراطية تعددية، معرباً عن قلق مصر من تصاعد وتيرة العنف بالمنطقة. كما شدد الوزير شكري على أهمية تعزيز التشاور مع دول الجوار الجغرافي لليبيا مشيراً إلي نتائج اجتماعي الجزائر لوزراء خارجية دول الجوار، وذلك بما يضمن تحقيق الاستقرار في ليبيا ويسهم في ضبط الحدود المشتركة بما يمنع تهريب الأسلحة وتسلل العناصر الإرهابية. واتفق الوزيران خلال جلسة المباحثات على الأهمية البالغة لتكثيف التشاور المشترك بينهما تجاه القضايا الإقليمية وتعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة ظاهرة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة، وشدد الوزير كيري في ختام المباحثات على الأهمية البالغة لدور مصر الإقليمي. وكان وزير الخارجية الاميركي قد وصل أمس الى مصر في زيارة مفاجئة لأعلى مسؤول اميركي منذ انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي. وسيلتقي كيري في وقت لاحق بالرئيس عبدالفتاح السيسي الذي ادى اليمين قبل اسبوعين وسيبحث معه بشكل خاص مخاوف واشنطن بخصوص القمع و"تكتيكات" الحكومة التي "تقسم" المجتمع المصري بحسب الولاياتالمتحدة لكن مسؤولين اميركيين أكدوا ان واشنطن "تقر بان مصر تمر بمرحلة انتقالية صعبة جدا". وتأتي هذه الزيارة غداة تثبيت القضاء احكام الاعدام على 183 من انصار جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي، من بينهم المرشد العام للجماعة محمد بديع. وبمناسبة هذه الزيارة التي تستمر بضع ساعات اعلن مسؤولون اميركيون ان واشنطن افرجت عن 572 مليون دولار من المساعدة المخصصة لمصر قبل نحو عشرة ايام بعد حصولها على الضوء الاخضر من الكونغرس. وهذه الشريحة تمثل قسما من المساعدة الاميركية الاساسية الى حليفها العربي الكبير (وهي 1,5 مليار دولار منها 1,3 مليار دولارا كمساعدة عسكرية) والتي جمدت في اكتوبر الماضي وربطتها الادارة الاميركية باجراء اصلاحات ديموقراطية بعد عزل الجيش وتوقيفه في يوليو 2013 الرئيس محمد مرسي. وسبق أن اعلن مسؤولون اميركيون ان استئناف المساعدة تم إقراره لاسيما تسليم عشر مروحيات اباتشي لدعم الجيش المصري الذي يواجه هجمات يتبناها متمردون جهاديون بشكل شبه يومي في شبه جزيرة سيناء. لكن المروحيات العشر ما زالت في الولاياتالمتحدة على ما اوضح هؤلاء المسؤولون أمس.