هل يُحدث فوز صورة فوتوغرافية للزميل فهد شديد اهتماماً أكبر بالصورة الصحافية والمصور الصحافي، في دهاليز التحرير؟ فازت صورة لفهد كأفضل صورة لعام 2010 لوكالة «رويترز» ضمن أفضل عشر صور للعام، والصورة الفائزة لضابط من قوات الأمن الخاصة السعودية يلتهم أفعى أثناء مناورة أشبه بالمعركة الحقيقية. يختفي المصور الصحافي خلف الكاميرا مثل عين للقارئ، ويظهر اسمه بأحرف صغيرة تحت الصورة لا يدقق القرّاء فيها عادة، وهو في أوساط الصحافة المحلية يقبع في المركز الثاني خلف المحرر الصحافي. خلال عملي في الصحافة وجدت تهميشاً للمصورين، حتى عند اختيار المكاتب، غالباً ما تختار لهم المكاتب الخلفية. هو يشبه الملحق الصغير لعقار اسم المحرر الصحافي أو التحرير لكنه ليس جزءاً منه، ولا ينظر للصورة الصحافية على انها مادة مستقلة بذاتها، بل هي مادة تابعة لموضوع تحريري، ولا شك أن هذا خطأ في حق عمود أساسي من أعمدة مهنة الصحافة. ويمكن للقارئ تخيل الصحافة من دون صور، وفي تقديري أن أساس التهميش الذي يتعرض له المصور الصحافي ناتج من تاريخ الصورة في صحافتنا، حيث اعتمدت على الصور الشخصية بعيداً عن الميدانية لفترة طويلة، إضافة إلى هاجس التصوير الميداني، وما يتعرض له المصور الصحافي في الميدان من صعوبات هو أضعاف ما يتعرض له المحرر الصحافي، كتبت مرة أن المصور الصحافي مأكول مذموم، يجب ألا يحضر وتضيء فلاشات كاميرته إلا بعد «تضبيط» الأمور من «مرازيم» الغترة والشماغ واعتدال وضعية العقال، الى أحوال طريق أو منشأة. لا يريد المصورون في الصحافة إلا اعتبارهم صحافيين على قدم المساواة مع المحررين، فلا تكون المفاضلة إلا بميزان المادة المقدمة، فالعنصر الأهم الذي يحدد الركض الصحافي هو الموضوع، سواء كان منقولاً بحروف أو بصورة، هذا هو الأساس المهني، لذلك وجد فهد شديد تقديراً خاصاً عندما عمل في وكالة عالمية مثل «رويترز»، في المقابل على رغم متابعتي لما تصدره هيئة الصحافيين السعودية من بيانات وأخبار ونوايا لا يذكر أنها أعطت قيمة للمصور الصحافي أو حتى «جابت طاريه»، في جانب آخر، لا يجد المصور الصحافي مكاناً مع المصورين الفوتوغرافيين، لأن الصورة الصحافية تنقل الواقع كما هو، في حين يمكن للمصورين الفوتوغرافيين إضافة رتوش واستخدام تقنيات قد تحدث تغييراً على الصورة. لفتت موهبة فهد شديد انتباهي حينما عملنا سوياً في الاقتصادية، وما زلت أتذكر صوراً فريدة من أعماله، ثم انتقل بعدها الى أكثر من صحيفة متعاوناً، في حين استقر في شكل رسمي في وكالة «رويترز»، أصبح «وظيفياً» مسؤولاً في الوكالة عن الصور السعودية، فالصحافة الأجنبية تقدر الصورة مثلما تقدر المادة التحريرية... مبروك يا فهد. www.asuwayed.com