أكد باحثون في المملكة المتحدة وجود صلة بين التوتر المزمن واكتساب المزيد من الكيلوغرامات، فضلاً عن صعوبة التخلص من الوزن الزائد، وذلك بفحص الشعر لقياس المستويات الطويلة الأجل من هرمون «الكورتيزول». وربطت دراسات سابقة بين ارتفاع مستويات «الكورتيزول»، المسؤول عن مستويات التوتر في الدم والبول واللعاب وبين السمنة، لكن فريق الدراسة الجديدة أشار إلى أن قياس مستوى ذلك الهرمون قد يختلف من وقت لآخر خلال اليوم كما أنه لا يرصد مستويات التوتر في الأجل الطويل. وقالت الباحثة من جامعة كوليدج لندن، سارة جاكسون: «عندما يتعرض الناس لمواقف تبعث على التوتر يبدأ الجسم سلسلة من ردود الفعل ينتج منها إفراز الكورتيزول، ما يؤدي لزيادة مستويات هذا الهرمون في الجسم». وأضافت: «يشارك الكورتيزول في مجموعة واسعة من العمليات الحيوية من بينها الأيض وتركيبة الجسم وتراكم الدهون. عندما نشعر بالتوتر قد نجد صعوبة في مقاومة الأطعمة غير الصحية أو التحمس للممارسة الجري». ويطلق التوتر أجهزة الإنذار في المخ التي تدفع الجهاز العصبي إلى إفراز الهرمونات لشحذ الحواس وشد العضلات وتسريع النبض ومساعدة الجسم على التنفس بعمق. وتساعدنا ردود الفعل الحيوية هذه في الدفاع عن أنفسنا في المواقف التي تنطوي على تهديد. وقد لا تسبب المواقف الموترة الموقتة أضراراً، لكن التعرض المتكرر للتوتر يمكن أن يسبب مشكلات في جهاز المناعة، وأمراضاً في القلب ومتاعب في الجهاز العصبي، واضطرابات في الصحة العقلية إلى جانب السمنة. وفحص الباحثون بيانات رجال ونساء تبدأ أعمارهم من 54 عاماً شاركوا في دراسة عن التقدم في العمر. وخضع المشاركون لاختبارات كل عامين بداية من 2002 وخلال ست مراحل للدراسة قدموا قصاصات من شعرهم. وفحص فريق الباحثين مستويات «الكورتيزول» المتراكمة في الشعر على مدار الوقت لدى 2527 رجلاً وامرأة، ووجدوا أن المشاركين الذين تزيد مستويات «الكورتيزول» في شعرهم يعانون السمنة على الأرجح أو من الدهون الزائدة في محيط الخصر. وفحص الباحثون مستويات «الكورتيزول» في أقرب سنتيمترين من الشعر من فروة الرأس والتي تنمو عادة في غضون شهرين تقريبا. كما فحصوا الوزن ومحيط الخصر ومؤشر كتلة الجسم الذي يقيس الوزن نسبة إلى الطول. ووجدت الدراسة أن المشاركين الذي صنفوا على أنهم يعانون السمنة استناداً إلى مؤشر كتلة الجسم أو محيط الخصر ارتفعت لديهم مستويات «الكورتيزول» في الشعر. وبتحليل بيانات الوزن والدهون في الجسم، وجد الباحثون أن السمنة تميل إلى الاستمرار مع مرور الوقت بالنسبة للأشخاص الذين يعانون ارتفاعاً في مستويات «الكورتيزول». وقالت الدكتورة من كلية إيكان للطب في نيويورك، سوزان فرايد إن «النتائج تقدم أدلة جديدة تربط بين التوتر والسمنة». وقالت فرايد التي لم تشارك في الدراسة إن الجسم يفرز «الكورتيزول» في الكثير من حالات التوتر. وأضافت: «المستويات المرتفعة بشكل مزمن من هذا الهرمون تزيد تراكم الدهون حول الخصر وتعزز قدرة الخلايا الدهنية على تخزين الدهون».