كشف جهاز الأمن والاستخبارات السوداني أمس، أن تقارير أمنية حديثة رصدت تحرك عدد كبير من مسلحي تنظيم «داعش» في اتجاه منطقة الساحل والصحراء مع احتمال فرارهم من المناطق التي هزموا فيها بليبيا والعراق وسورية. وتستضيف الخرطوم الإثنين المقبل ورشة إقليمية تعقدها أجهزة الاستخبارات الأفريقية، لمناقشة ظاهرة الارتزاق والإرهابيين الأجانب وآثارها على الأمن والاستقرار في أفريقيا. وتعقد الورشة لجنة أجهزة الأمن والاستخبارات في أفريقيا المعروفة اختصاراً ب «سيسا» وهي الذراع الأمني للاتحاد الأفريقي، وتضم نحو 27 جهاز أمن واستخبارات في أفريقيا. وجاء في بيان وزعه جهاز الأمن السوداني في مؤتمر صحافي أن «بعض التحاليل تشير إلى أن ضعف الرقابة في بعض المناطق المتاخمة لمنطقة الساحل والصحراء تساعد على تسلل مسلحي «داعش» وتجمعهم من جديد»، مشيراً إلى ظهور تنظيم يدعى «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى» في منطقة بوركينا فاسو. وأوضح أن غالبية الإرهابيين الأجانب المنتمين إلى تنظيم «داعش» يحملون جوازات سفر دول غربية لا تحتاج تأشيرة دخول إلى دول أفريقية عدة، كما يتحدر مسلحون كانوا ينشطون في كل من سورية وليبيا إلى بعض بلدان شرق وشمال إفريقيا. وقال ممثل للجنة المنظمة للورشة، اللواء أمن طارق شكري، في مؤتمر صحافي، إن بعض الحركات المسلحة في دارفور، يقاتل كمرتزقة في دولة جنوب السودان وليبيا، واصفاً الأمر بالخطير بسبب خروجها عن دائرة الأهداف التي تقاتل من أجلها. وتناقش الورشة المرتقبة أيضاً محور «المنظمات غير الحكومية والسلبية»، وكيف أن المنظمات غير الحكومية تتحول إلى شركاء فاعلين للتدخل الخارجي في شأن الدول من خلال خطط تغيير الأنظمة المدبرة من الخارج. وأكد شكري وجود منظمات غير حكومية سلبية عدة في السودان، مشيراً إلى أن كل منظمة طوعية أو إنسانية أوقفتها السلطات سابقاً تُعد ضمن المنظمات السلبية. إلى ذلك، ناقشت جلسات الحوار الاستراتيجي بين السودان وبريطانيا في الخرطوم، قضايا الهجرة والاتجار بالبشر، إلى جانب التعاون بين وزارتي الدفاع في البلدين والتعاون في مجالات محاربة الإرهاب والتطرف، وسير عملية السلام في السودان وقضايا حقوق الإنسان. واتفق الطرفان في ختام الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين البلدين في الخرطوم، على حزمة برامج ومشاريع مشتركة في مجالات تعاون عدة. وأعلن وكيل الخارجية السودانية عبد الغني النعيم، في مؤتمر صحافي مشترك مع المدير العام للشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية البريطانية نيل ويغان، عن عزم البلدين على تعزيز العلاقات الاقتصادية. وقال النعيم إن دورة الحوار الاستراتيجي شارك فيها لأول مرة وفد بريطاني كبير من وزارات الخارجية، والدفاع، والتجارة، والداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى، ومسؤولي حقوق الإنسان والهجرة. وأضاف أن الحوار اتسم بالجدية والشفافية والصراحة ليتم الانتقال إلى المشاريع المشتركة بين البلدين في مجالات التعاون المختلفة. من جهته، قال ويغان إن 4 مؤسسات بريطانية عقدت اجتماعات مع نظيراتها السودانية وناقشت ملفات عدة. وأضاف ويغان: «2017 سيكون عام العلاقات السودانية -البريطانية». ولفت إلى أن الشركات البريطانية التي ستزور السودان للاستثمار ستعزز الشراكة بين البلدين. من جهة أخرى أعلنت ممثلة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الخرطوم، نوريكو يوشيدا، عن وصول أكثر من 60 ألف لاجئ جديد من جنوب السودان إلى الولايات السودانية الحدودية في الأشهر ال3 الأولى من العام الحالي، وعبّرت عن امتنانها لسخاء السودان المستمر في استقبالهم وفتح الحدود. وتوقعت المفوضية وصول 60 ألف لاجئ خلال عام 2017، إلا أن هذا الرقم تمّ تخطيه في الأشهر الثلاثة الأولى، «ما يشير إلى تفاقم الوضع في جنوب السودان». وتوقعت تدفقاً مستمراً للاجئين من جنوب السودان هذا العام، مبديةً قلقها من انخفاض المساعدات لتلبية حاجاتهم. وأعربت يوشيدا عن امتنانها لسخاء السودان المستمر في استقبال اللاجئين والحفاظ على حدوده مفتوحة أمام الباحثين عن الملاذ الآمن حتى ارتفع عدد اللاجئين في السودان إلى 350 ألفاً منذ كانون الأول (ديسمبر) 2013، وأغلبهم من النساء والأطفال. وقالت منظمات إغاثة أمس، إن نحو مليون شخص في جنوب السودان على شفا المجاعة، وأعلنت الأممالمتحدة الشهر الماضي المجاعة في أجزاء من ولاية الوحدة في جنوب السودان حيث يعاني نصف السكان تقريباً، وعددهم نحو5.5 مليون نسمة، من نقص المواد الغذائية.