أعلن مسؤولون عسكريون في الخرطوم أنهم يحاربون الهجرة غير الشرعية بالنيابة عن أوروبا بكلفة باهظة في الرجال والعتاد أثناء عمليات المطاردة والاشتباك مع عصابات الاتجار بالبشر، وكشفوا عن توقيف 169 من مهرّبي البشر من جنسيات مختلفة وإنقاذ حياة 816 شخصاً من الموت خلال العمليات في الصحراء الغربية المتاخمة للحدود الليبية. وقال قائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان دقلو إن «السودان يحارب الهجرة غير الشرعية بالنيابة عن أوروبا بكلفة باهظة وعلى رغم ذلك لم نجد منهم كلمة شكراً». وأضاف أن «على أوروبا أن تقدر هذه الجهود»، ملوحاً بترك حراسة الصحراء ليعبر منها المهاجرون غير الشرعيين إلى مقصدهم. وأوضح أنه خلال الشهر الماضي أُلقي القبض على شاحنة محملة ب 256 شخصاً كانوا متجهين إلى ليبيا بواسطة مجموعة من تجار البشر من جنسيات صومالية وإثيوبية وسورية. وقال حمدان دقلو إن قواته تحفظت على 57 شخصاً كانوا في طريقهم أيضاً إلى ليبيا من بينهم 18 سودانياً و32 إثيوبياً و6 صوماليين وسوري واحد. وأعلن عن مقتل 25 جندياً وإصابة 315 من قوات الدعم السريع، فضلاً عن فقدان 151 سيارة أثناء عمليات المطاردة والاشتباك مع عصابات تجار البشر. في سياق متصل، اتهم رئيس أركان القوات البرية في الجيش السوداني الفريق، السر حسين، مواطنين أوروبيين بإدارة منظمات تنشط في الاتجار بالبشر على حدود بلاده الشرقية مع إثيوبيا وإريتريا وحدوده الشمالية الغربية مع ليبيا. وقال خلال مؤتمر صحافي بمقر وزارة الدفاع في الخرطوم: «هناك منظمات يديرها أوروبيون تعمل في الاتجار بالبشر على الحدود الشرقية مع إثيوبيا وإريتريا والحدود الشمالية الغربية مع ليبيا». وتابع: «هذه المنظمات تتولى تهريب هولاء المهاجرين من بلدانهم وحتى وصولهم أوروبا مروراً بالسودان وليبيا»، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية السودانية «وضعت خطة متكاملة لمراقبة الحدود من الشرق إلى الغرب»، مشيراً إلى أن «غالبية المهاجرين غير الشرعيين يتحدرون من دول القرن الأفريقي ما يصعّب ملاحقتهم، لأن سحنات السودانيين تشبه الصوماليين والإريتريين والإثيوبيين». الى ذلك، طرح المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان، دونالد بوث، مقترحات وأفكاراً على المسؤولين في الخرطوم أمس، للتقريب بينهم وبين الحركات المسلحة، بهدف الوصول إلى اتفاق يقضي بتوقيع اتفاق لوقف العدائيات، في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ودارفور، من خلال جولة تفاوضية جديدة. وعبّر بوث عن رغبة واشنطن في الوصول إلى اتفاق سلام بين الحكومة والأطراف المسلحة في مناطق النزاع، فضلاً عن الوصول إلى تسوية سياسية شاملة عبر عملية الحوار الوطني. وقال بوث إنه ناقش مع المسؤولين وسائل عدة لدفع العملية التفاوضية قدماً، وأن بلاده «ستعمل على إيجاد اتفاق بين الفرقاء السودانيين في ما يتعلق بوقف العدائيات، كخطوة لتعزيز فرص الحوار والوصول إلى تسوية سياسية». في شأن آخر، يبدأ وفد من مجلس الأمن غداً زيارة إلى عاصمة جنوب السودان، جوبا، تستمر 5 أيام، يقف خلالها على الوضع في البلاد، ويحاول إقناع الرئيس سلفاكير ميارديت بقبول القرار الذي ينص على نشر قوة حفظ سلام من 4 آلاف جندي افريقي في العاصمة، لحفظ الأمن هناك، فضلاً عن الفصل بين قوات الحكومة والمعارضة، وحماية المواقع الاستراتيجية، بينها مطار جوبا. وذكرت تقارير إن وفد مجلس الأمن يدرس الانتقال من جوبا إلى الخرطوم، للقاء زعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان رياك مشار.