بدأت سلطنة عمان حراكها السياحي مع انتهاء موسم الصيف (الحارق) مستفيدة من الطقس الاستثنائي في جنوبها (صلالة) وإسدال الستار على فصل عرف تراجعاً في عدد السياح متأثراً بحلول شهر رمضان متزامناً مع مهرجان الخريف السياحي السنوي. وشهدت السلطنة منذ أسابيع توافد مجموعات سياحية خاصة من أوروبا، في حين يتوقع أن يشهد القطاع الفندقي انتعاشاً مع تأكيد أن الحجوزات تجاوزت التسعين في المئة مع توقعات أن تصل الى 100 في المئة خلال الشهر الجاري، يساعد في ذلك فعاليات تنظمها السلطنة ودفء موسم الشتاء. ومثل كل عام، فإن السياحة العمانية تتنقل من الجنوب بعد انتهاء مهرجان صلالة السياحي وموسم الخريف في أشهر الصيف والذي تكون فيه الحرارة أقل من عشرين درجة باتجاه الشمال، مع دفء العاصمة مسقط، وما تشكله من منتجعات بحرية وسواحل ممتدة، إضافة إلى السياحة الصحراوية حيث يجد الأوروبيون متعتهم في المخيمات على الطريقة البدوية ومعايشة أسلوب الحياة التقليدي، والتزحلق على الرمال مستفيدين من أجواء دافئة لا توفرها لهم بلدانهم في ظل موجات الصقيع التي تضرب عدداً من البلدان الأوروبية. وتعد ألمانيا أكبر دول الاتحاد الأوروبي تصديراً للسياحة إلى عمان. وتوقع مسؤولو فنادق أن يكون الموسم الشتوي الحالي أفضل مقارنة بسابقه مع وجود فعاليات محلية وسمعة جيدة للفنادق والشقق الفندقية خصوصاً في محافظة مسقط، والتي ستشهد عودة مهرجانها السنوي بعد إلغائه العام الماضي بسبب وباء فيروس أنفلونزا الخنازير، مشيرين إلى زيادة دائمة في أعداد السياح القادمين إلى السلطنة يقابلها ارتفاع في عدد الغرف الفندقية. وأشار مسؤول في القطاع الفندقي إلى أن الموسم السياحي الشتوي الحالي بدأ بقوة ما يبشر بموسم ربحي قوي مع ارتفاع نسبة التشغيل خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، متوقعاً أن يبلغ متوسط النسبة خلال الشهر الجاري 80 في المئة، مبرراً ذلك بوجود فعاليات تستقطب عدداً كبيراً من السياح والزائرين منها احتفالات السلطنة بعيدها الوطني واستضافة عمان لدورة الألعاب الآسيوية الشاطئية. وتعمل السلطنة على ترسيخ مفهوم السياحة البيئية مستفيدة من المقومات الطبيعية من سواحل وجبال وصحار إضافة إلى التنوع بين المدن والقرى وكذلك المناطق البدوية والريفية التي تقدم صناعات تقليدية تثير عادة اهتمام السياح، خصوصاً القادمين من أوروبا وشرق آسيا. ويقبل السياح الأوروبيون وغيرهم على مدينة مطرح الساحلية بالقرب من مدينة مسقط (ضمن محافظة مسقط) وبالتحديد سوق مطرح الشعبي بما يضمه من تحف ومشغولات عبر دهاليزه المضمخة بروائح البخور واللبان العماني والعطور الشرقية. وطوال فترات النهار وحتى أوقات متأخرة من الليل، يمكن رؤية السياح يسيرون على الشارع البحري مشاة أو على الدراجات الهوائية التي يستأجرونها. كما تقوم سفن سياحية عالمية بالتوقف في موانئ السلطنة حاملة مجموعات كبيرة من السياح، حيث يمضون أياماً قليلة يتجولون في مناطق السلطنة وصولاً إلى الكهوف الجبلية الشهيرة، ويمارس بعضهم هواية تسلق الجبال. وكانت عُمان حصدت في معرض برلين الدولي للعام الحالي جائزة المركز الأول على مستوى العالم في السياحة البيئية التي تمنحها صحيفة «برلينا تايج زاوتون» الإلكترونية الألمانية المتخصصة وفق تصويت المتخصصين والجماهير، ومنحت جائزة أفضل فندق على مستوى العالم لفندق قصر البستان. وأكد رئيس مجلس إدارة الصحيفة أن سلطنة عمان تعتبر أول دولة يتم منحها هذه الجائزة المتخصصة في السياحة البيئية وذلك تثميناً لجهودها في حماية البيئة والاستغلال السياحي الأمثل للمواقع الطبيعية بالإضافة إلى المميزات المساعدة التي أبرزها المشاركون في التصويت كنظافة العاصمة مسقط وجهود السلطنة في مجال التشجير وتحديد ارتفاعات المباني ومكافحة التلوث. كما منحت مجموعة «جو آسيا» المتخصصة في إحصاءات السفر والسياحة في القارة الآسيوية والدول العربية جائزة المركز الثالث للسلطنة كأفضل وجهة سياحية في الدول العربية وفق استفتاء شارك فيه أكثر من 2600 خبير ومؤسسة سياحية لتصنيف الوجهات السياحية بحسب الخدمات والتسهيلات والمقومات البيئية المتنوعة والأنشطة والبنى الأساسية وترحيب المواطنين بالسياح وغيرها من المعايير التي تحدد الدول الفائزة بالجائزة.