اكداقتصاديون أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله» للمملكة الأردنية تُمثل دليلا على المكانة العالية، التي تُكِنها المملكة العربية السعودية للأردن لاسيما وأنها الزيارة الرسمية الأولى للملك سلمان للعاصمة عمان منذ توليه مقاليد الحكم . وأوضح الاقتصاديون في حديثهم ل «اليوم» أن العلاقات بين المملكة على مدى العقود الماضية مع المملكة الأردنية هي الأقوى على المستوى الإقليمي اقتصاديا وسياسيا، مشيرين إلى أن حجم الاستثمارات السعودية في الأردن نحو 13 مليار دولار وتحتل المرتبة الثانية بالنسبة للاستثمارات الأجنبية. استثمارات بين البلدين قال عضو الجمعية السعودية للاقتصاد د. عبد الله المغلوث: «زيارة الملك سلمان تُمثل دليلا على المكانة العالية، التي تُكِنها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين للأردن لاسيما وأنها الزيارة الرسمية الأولى للملك، يُعتبر الأردن واحدا من أبرز الدول الحليفة للمملكة، وهو البوابة الشمالية للسعودية حيث لا يتوانى عن اصطفافه مع المملكة والخليج بفعالية وقوة خصوصا أن المملكة تقف إلى جانب شقيقتها المملكة الأردنية على كل الأصعدة والمجالات». وأضاف «المغلوث»: «العلاقات التجارية بين البلدين باتت تشهد نموا مطردا، حيث بلغ حجم الاستثمارات السعودية في الأردن نحو 13 مليار دولار لتحتل بذلك المرتبة الثانية بالنسبة للاستثمارات الأجنبية، في حين تباع نحو 25% من صادرات الأردن في السوق السعودي وتستورد الأردن من المملكة النفط والعديد من المنتجات الصناعية والدواجن والألبان وغيرها إلى أن المنتج السعودي يحظى بسمعة وقبول كبير لدى المستهلك الأردني، والعلاقات الاقتصادية السعودية الأردنية تستند على قاعدة مؤسسية متينة من خلال عدد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات، والتي جرى تتويجها بالتوقيع على إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني في أبريل 2016م لتحقيق التكامل الفاعل بين البلدين، ليعقد المجلس أول اجتماع له في أكتوبر من نفس العام برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد، وهناك مذكرات تفاهم واتفاقيات قد وقعت إبان زيارة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على مذكرة تفاهم بين صندوق الاستثمارات العامة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لإقامة مشروع استثماري تنموي في العقبة، واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل بين البلدين، مذكرة التفاهم للتعاون الصناعي بين البلدين، إضافة للاتفاق على استكمال إجراءات تأسيس شركة سعودية للاستثمار في المشروعات الاقتصادية في المملكة الأردنية الهاشمية، والزيارة الملكية ستعطي اهتماما خاصا بالفرص الاستثمارية لرؤية المملكة 2030 وكيفية مشاركة الفعاليات الاقتصادية الأردنية في هذه الرؤية الطموحة، وينبغي لتفعيل هذه الرؤية كشف المعوقات وإزالتها التي تعترض العمل في تطوير مشروعات استثمارية مشتركة». خادم الحرمين يرحب بملك الأردن في إحدى الزيارات من جهتها، قالت أستاذ المالية والاستثمار المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز د. سهى علاوي: «لطالما كانت العلاقات بين المملكة العربية السعودية على مدى العقود الماضية مع المملكة الأردنية هي الأقوى على المستوى الإقليمي اقتصاديا وسياسيا، فمن الناحية الاقتصادية فان المملكة العربية السعودية تعتبر الداعم الأكبر للاقتصاد الأردني، وفي الأزمات كانت المساعدات السعودية هي المنقذ الرئيسي للمملكة الأردنية وداعمها الأول، واليوم تدخل العلاقات الاقتصادية الأردنية السعودية مرحلة جديدة من التعاون، وتستعد المملكتان الأردنية والسعودية بالنهوض الاقتصادي في الدولتين، عن طريق صندوق الاستثمار، وخلال زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - للأردن، يتوقع أن يوقع البلدان اتفاقيات تعاون وشراكة حكومية وخاصة، وتهدف الزيارة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثماري بين الأردن والسعودية». وأضافت «علاوي»: «زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - للمملكة الأردنية سوف تدشن مرحلة جديدة في مفهوم الشراكة وانطلاقا لآفاق رحبة وتعاون جاد في ملفات أخرى تتعلق بالملفات الاقتصادية، لا سيما أن المملكة تولي هذا الملف اهتماما كبيرا وما يتفق مع رؤية المملكة 2030، وبالتأكيد هذه الزيارة مهمة وتؤكد أن المملكة تعزز عمقها الاستراتيجي في الشرق الأوسط وسط تحديات امنية واقتصادية في المنطقة، وهذا له دلالات عميقة لأن رؤية الملك تؤكد على ضرورة ترسيخ هذه العلاقات مع الدول العربية بما فيها المملكة الأردنية بما يخدم مصالح المملكة وتكريس السلم والأمن في العالم». مجلس تنسيق سعودي أردني لتحقيق التكامل تستند العلاقات الاقتصادية السعودية الأردنية المشتركة إلى قاعدة مؤسسية متينة من خلال عدد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات، التي جرى تتويجها بالتوقيع على إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني في أبريل 2016 لتحقيق التكامل الفاعل بين البلدين، ليعقد المجلس أول اجتماع له في أكتوبر من نفس العام برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس الجانب السعودي في المجلس، وبرئاسة رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأردني د. هاني الملقي رئيس الجانب الأردني في المجلس، وكان من أبرز نتائج الاجتماع التوقيع على مذكرة تفاهم بين صندوق الاستثمارات العامة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لإقامة مشروع استثماري تنموي في العقبة، اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل بين البلدين، مذكرة التفاهم للتعاون الصناعي، إضافة للاتفاق على استكمال إجراءات تأسيس شركة سعودية للاستثمار في المشروعات الاقتصادية بالأردن، ومذكرة تفاهم للتعاون الصناعي بين البلدين، والبرنامج التنفيذي للتعاون بين هيئة الإذاعة والتليفزيون في المملكة العربية السعودية ومؤسسة الإذاعة والتليفزيون في المملكة الأردنية الهاشمية. وأكد الجانبان أهمية استمرار التعاون بين البلدين الشقيقين فيما يحقق ترسيخ العلاقات بينهما. 100 رجل أعمال يعززون التعاون التجاري بين البلدين يبحث نحو 100 رجل أعمال سعودي أعضاء في مجلس الغرف السعودية في زيارة إلى الأردن اليوم وغدا ، تعزيز التعاون التجاري والفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين. وأشار رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس مجلس الأعمال السعودي الأردني د. حمدان السمرين إلى أن برنامج الوفد السعودي سيكون حافلا بالنشاطات والفعاليات المشتركة بين الجانبين، حيث يستهل البرنامج في يومه الأول بافتتاح المكتب الدائم لمجلس تنسيق الأعمال السعودي - الأردني، وانعقاد الاجتماع المشترك لمجلس الأعمال السعودي - الأردني والذي سيناقش مجالات التعاون الاقتصادي وسبل تطوير الشراكات والعلاقات التجارية بين قطاعي الأعمال والرقى بها بما يحقق تطلعات القيادتين وأصحاب الأعمال في البلدين الشقيقين. كما يشمل البرنامج العديد من اللقاءات مع فعاليات قطاع الأعمال الأردني والمسؤولين الأردنيين بغرض بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية، وتطوير الشراكة التجارية والاستثمارية، إضافة إلى عقد لقاءات ثنائية بين أصحاب الأعمال من الجانبين، فضلا عن استعراض آخر تطورات الوضع الاقتصادي وبيئة الأعمال وأهم الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكتين. فيما يتضمن برنامج اليوم الثاني انعقاد الملتقى الاقتصادي السعودي الأردني، الذي يشمل عددا من الكلمات يلقيها كل من رئيس مجلس الغرف السعودية، ورئيس مجلس إدارة غرفة تجارة الأردن، ورئيس غرفة صناعة الأردن، إلى جانب تقديم عروض عن البيئة الاستثمارية والفرص المتاحة والجوانب التشريعية والقانونية في الأردن، بينما يقدم الجانب السعودي عرضا عن رؤية المملكة 2030، وآخر من الهيئة العامة لتنمية الصادرات. وأوضح رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس مجلس الأعمال السعودي الأردني أن الزيارة تهدف إلى تعزيز وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة والأردن، مشيدا في الوقت نفسه بالعلاقات التي تجمع البلدين، والتي وصفها بأنها علاقات ممتازة ومتطورة، حيث أعرب عن أمله في زيادة مساهمة القطاع الخاص في المملكتين إلى مستوى الشراكة بينهما وتنوع المجالات الحيوية لمصلحة البلدين. وتوقع السمرين أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من التطورات المبشرة على صعيد التعاون التجاري بين المملكة والأردن انطلاقا مما توليه قيادة البلدين من اهتمام ودعم لجهود تعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسيع دائرتها وفسح المجال أمام قطاعي الأعمال السعودي والأردني للعب دور أكثر فاعلية، ما يعزز من توجه القطاع الخاص لنيل حصص أكبر من الاستثمارات المشتركة، وبخاصة أن الدولتين لديهما ميزات نسبية تؤهلهما معا للعب دور محوري على مستوى اقتصادات المنطقة.