منذ أن أسس الأمير تركي بن خالد صحيفة «شمس» وحتى الآن، وهو مثار جدل في الساحة الإعلامية، البعض يؤيد توجهه الإعلامي، والآخر ينتقد اختياراته، «الحياة» طرحت عبر رسالة على صفحته الشخصية على «الفيس بوك» فكرة مواجهته بعدد من الأسئلة حول مستقبل الصحيفة وخططه في تحديد توجّه الإذاعة الجديدة التي حصلت مجموعته على ترخيص بإطلاقها أخيراً فكانت الموافقة وكان الحوار الآتي: حصلت «شمس» أخيراً على رخصة ل «الإف إم» هل ستقومون بتحويل محتوى الصحيفة إلى الإذاعة الجديدة، أم سيكون لكم توجّه مختلف في إدارتها؟ - «شمس» قدمت لوزارة الثقافة والإعلام مثل بقية المتقدمين للحصول على رخصة بث على موجة إذاعية، وتمت الموافقة بعد استيفاء الشروط اللازمة، وبدأنا في البث التجريبي حالياً على موجة FM97 في جدة، و90 في الرياض، و91 في الشرقية، والإذاعة تحمل اسم UFM ولا توجد أي علاقة بينها وبين الصحيفة، هما كيانان إعلاميان منفصلان تماماً، ولكل واحدة منهما شركاؤها المستقلون، ويلاحظ ذلك من اسم الإذاعة، فهو اسم مغاير تماماً لاسم «شمس» وكذلك سيكون توجهها أيضاً مغايراً لما عليه الصحيفة. هل لديكم خطط مستقبلية لتحويل «شمس» إلى مجموعة إعلامية تضم صحيفة وإذاعة وقناة فضائية في وقت لاحق؟ - إن شاء الله وأتمنى ذلك. منذ إعلانكم في 2 أيار (مايو) 2010 عن أن صحيفة «شمس» ستنطلق بثوب جديد، وحتى اليوم، لم يحدث أي تغيير يذكر، هل أنتم راضون عن مسيرة الصحيفة وهل تحقق ما كنتم تطمحون إليه؟ - في المجال الإعلامي ليس هناك رضاء كامل، نحن أدخلنا تعديلات على الصحيفة، ولم يمضِ سوى ستة أشهر تخللتها أشهر الصيف، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن ونحن مازلنا نعمل عليها، هناك إضافات تلمّسها القارئ من حيث الشكل والثوب الإخراجي، لكن هذا لا يعني أننا انتهينا، نحن مازلنا في بداية الطريق، كما أننا نعمل الآن على إصدار موقع إلكتروني سيكون نقلة نوعية في مجال الصحافة الإلكترونية وهو مختلف تماماً عما عليه موقع الصحيفة الحالي، ومنفصل عنه. بدأتم في إطلاق الصحيفة بحجم ال «تابلويد» ثم عدلتم عنها بعد ذلك، وحولتموها للحجم العادي، هل كان ذلك لأسباب تسويقية وإعلانية، أم لرؤية تحريرية؟ - أنا شخصياً أميل إلى إصدار الصحيفة بحجم ال «تابلويد» لكننا كنا نواجه مشكلات كثيرة في المطابع والاستاندات وقصات الورق، ونحن بكل أسف لا توجد لدينا مطابع متخصصة في طباعة هذا الحجم من الصحف، وهو ما كان يضطرنا لطباعتها بالعرض، وهذا كان يتسبب في هدر كبير للورق، يضاف إلى ذلك أن ثقافة القراءة هنا غير مهيأة بشكل كاف لاستقبال هذا الحجم من الصحف، قد تكون التابلويد ناجحة في العالم، لكن ذلك يتوقف على ثقافة المجتمع، والمجتمع السعودي لم يتفاعل معها بشكل كافٍ، لذلك قمنا بتغييره، ونحن الآن بعد تغيير حجم الصحيفة نشعر بشيء من التحرر من كل هذه الأعباء القديمة. هل تتدخلون في رسم السياسة التحريرية للصحيفة أم أن الأمر متروك لإدارة التحرير؟ - سياسة التحرير يضعها مجلس الإدارة، ورسالتنا الدائمة هي نقل الصورة عن المملكة وعن الشارع السعودي بإيجابية، بأقل قدر ممكن من الكلمات، ونعمد إلى التركيز على الصور والتحقيقات، نحن في الأخير صحيفة شبابية تهتم بنقل الخبر بصيغة مختلفة عن بقية الصحف. لكن تغيير أكثر من رئيس تحرير في فترات وجيزة هل كان بسبب خطأ السياسات التحريرية أم لأمور أخرى؟ - نحن في مجلس الإدارة نضع السياسة التحريرية العامة، نراعي فيها عوامل عدة، لكن تطبيق هذه السياسة يختلف من شخص إلى آخر، وتغيير رؤساء التحرير كما ذكرت قبل قليل ليس حكراً على «شمس» وحدها. تصدّرت «شمس» في وقت من الأوقات كثيراً من عناوين وكالات الأنباء، ووصفت من البعض بأنها صحيفة «متمردة» لكنها الآن تركن للهدوء... هل كنتم مع تمردها في السابق وهل تؤيدون هدوءها الحالي؟ - التمرد والهدوء لهما أكثر من تفسير، حجم الحرية الآن أكثر مما كان عليه قبل خمس سنوات، وما كنا نراه إثارة في السابق أصبح الآن أمراً عادياً، نجاحنا أن «شمس» أسهمت في رفع هذا السقف، أما اختلاف المادة المقدمة الآن عن السابق، فهذا ليس صحيحاً لأن الصحيفة مازالت تقدّم ما كانت تقدمه في السابق، لكن اتساع مساحة الحرية، جعل القارئ ينظر إليها بصورة مختلفة. في عام 2004 نشرت «نيويورك تايمز» تصويب ل 3200 خطأ ارتكبته في عام واحد، كم تصويب من وجهة نظركم ستنشره «شمس» منذ إصدارها وحتى الآن؟ - أعتقد أنه كثير، فالصحافيون في «شمس» معرّضون للخطأ، شأن كثيرين غيرهم في صحف أخرى، وللعلم فإن القارئ يكتشف الخطأ قبل أن تقوم الصحيفة بالتنويه عنه، والخطأ في الأخير ليس عيباً، ويفضل أن تقوم الصحيفة بالكشف عنه بشفافية ووضوح. كرياضي سابق هل أنت راضٍ عن أداء الصحافة الرياضية وضمناً ما تقدمه «شمس»؟ - الإعلام الرياضي عموماً وضمناً «شمس» كان بإمكانه أن يكون أفضل مما هو عليه الآن بكثير، ولا أدري هنا هل والحال هكذا الإعلام الرياضي جانٍ أم ضحية؟ هل هو سبب لما يحدث على الساحة الرياضية أم نتيجة للموجودين في الوسط، أعتقد أن مشكلات الإعلام الرياضي متطابقة مع مشكلات الرياضة، ولإصلاحها لا بد من إصلاح الوسط الرياضي كله.