أعلن قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر باجوا البدء بتسييج الحدود مع أفغانستان، لمنع مسلحين من الجانبين من التسلل عبر الحدود وتنفيذ عمليات مسلحة ضد البلدين، فيما وصف الرئيس الأفغاني أشرف غني للمرة الأولى باكستان بأنها «عدو» لبلاده. وقال باجوا إن العمل لإقامة سياج شائك على طول المناطق القبلية الفاصلة بين باكستانوأفغانستان، بدأ في مديريتَي باجور ومهمند المواجهتين لولايتَي كونار وننجرهار شرق أفغانستان. وكشف باجوا الذي زار قواته في مناطق القبائل القريبة من الحدود الأفغانية، عن تفاهم بين باكستانوأفغانستان وإقامة آلية مشتركة لحفظ أمن الحدود، مضيفاً ان إدارة جيدة وسلاماً على الحدود يشكّلان مصلحة مشتركة للبلدين ويسرّعان جهودهما للحدّ من عمليات تنفذها جماعات مسلحة مناهضة للدولتين. ويُرجّح ان تقيم باكستان مراكز مراقبة مزودة بأجهزة حديثة، بينها مناظير للرؤية ليلاً، لمراقبة الحدود مع أفغانستان، إضافة إلى سعيها الى دمج مناطق القبائل التي حظيت بشبه استقلال عن القانون الباكستاني، بالمناطق الأخرى في البلاد، من خلال إمكان ضمّها إلى إقليم خيبر بختون خوا/بيشاور، أو جعل المديريات القبلية إقليماً كاملاً له برلمانه وحكومته المحليَين. كما تسعى الحكومة الى إقامة مشاريع للتطوير والإعمار في المناطق القبلية، للحدّ من انخراط أبنائها في الجماعات المسلحة. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من أمر اصدره رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بإعادة فتح المعابر الرسمية مع أفغانستان، والسماح للمواطنين من البلدين باجتياز الحدود رسمياً، إضافة الى السماح للشاحنات بالمرور عبر باكستان لإيصال بضائع للتجار الأفغان. وأتى قرار شريف بعد نحو شهر على أمر أصدره الجيش الباكستاني بإغلاق كل المعابر ومنع دخول البضائع إلى أفغانستان، للضغط على حكومتها بعد هجمات شنّها مسلحون تابعون ل «جماعة الأحرار» المنشقة عن «طالبان باكستان»، وتنظيم «داعش» في أفغانستان، ضد أهداف في باكستان أدت إلى مقتل اكثر من مئة شخص وجرح مئات. في المقابل، أعلن غني أن بلاده لن تعدم إيجاد ممرات أكثر أمناً لبضائعها، إذا حاول «أعداء» في باكستان إغلاق الحدود أمام المواطنين الأفغان والبضائع المتجهة إلى أفغانستان. وهذه أول مرة يصف فيها الرئيس الأفغاني باكستان بأنها عدو لبلاده. وأضاف أن أفغانستان ستكون عقدة اتصالات ومواصلات بين دول وسط آسيا وإيران والصين، بحيث تربط أفغانستانإيران بالصين، ما يقلّل اعتمادها على تجارة الترانزيت عبر الأراضي الباكستانية. الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل قاري ياسين، وهو قيادي في تنظيم «القاعدة»، في ولاية بكتكيا جنوب شرقي البلاد. وأضافت انه قُتل بغارة شنّتها طائرات أميركية، علماً أن الوزارة تتهمه بالتورط بهجوم على فندق ماريوت في إسلام آباد عام 2008، ما أدى إلى مقتل عشرات بينهم ضباط في القوات الأميركية. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية مقتل ياسين، في غارة نُفذت في 19 الشهر الجاري في بكتيكا، مشيرة الى انه «قيادي إرهابي معروف» في «القاعدة». وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إن «مقتل قاري ياسين دليل على أن الإرهابيين الذين يشوّهون سمعة الإسلام ويتعمّدون استهداف أبرياء، لن يفلتوا من العدالة».