أعلن قادة وشيوخ قبائل باكستانية تقطن مناطق محاذية للحدود مع أفغانستان رغبتهم بالمشاركة في القتال ضد الحوثيين واستعدادهم لإرسال عشرات آلاف المقاتلين القبليين للمشاركة في الحرب ضد المتمردين الحوثيين ودعم المملكة العربية السعودية. وجاء الإعلان في زيارة للسفارة السعودية في إسلام اباد قام بها وفد من أكثر من أربعين من شيوخ القبائل الباكستانية يمثّلون أهم القبائل في المديريات السبع المحاذية للحدود مع أفغانستان، والتي يخوض الجيش الباكستاني فيها مواجهات دامية منذ أكثر من 12 عاماً. وقاد الوفد القبلي أياز وزير السفير الباكستاني السابق في المملكة العربية السعودية حيث تحدث هو وشيوخ قبائل وزيرستان عن وقوفهم الدائم والقوي مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الحوثيين، كما انتقدوا السياسة الإيرانية في المنطقة واصفين إياها بأنها تعمل على تمزيق العالم الإسلامي وبث الفرقة الطائفية والعرقية فيه من أجل خدمة أهداف الحكومة الإيرانية. وضم الوفد شيوخاً لقبائل أفريدي ومهمند ومديريات القبائل السبع (باجور - مهمند - خيبر - أوركزي - كورام - شمال وزيرستان - وجنوب وزيرستان). ويُعرف عن هذه القبائل بأسها الشديد وخبرتها في حروب العصابات والمواجهات في المناطق الجبلية. وتعهد شيوخ القبائل الباكستانية بإرسال ما يزيد على خمسين ألف مسلح باكستاني قبلي إلى المملكة ومنها إلى اليمن للدفاع عن المملكة والقتال ضد الحوثيين في اليمن، وقالوا إنهم في انتظار إشارة الموافقة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لإرسال هؤلاء المقاتلين. وكانت القبائل الباكستانية البشتونية هي التي هزمت ثلاث حملات عسكرية للقوات البريطانية في شبه القارة الهندية في القرن الماضي، وتمكنت القبائل في إحدى هذه المواجهات من قتل كل أفراد الحملة البريطانية وأسر طبيب أُعطي علم القوات البريطانية الغازية مع رسالة للقائد البريطاني في الهند: «هذا ما ينتظركم، وإن عدتم عدنا». كما أن هذه القبائل البشتونية هي التي حررت الجزء المدار من قبل باكستان في كشمير المتنازع عليها في حرب عام 1947، وتم وقف زحفها باتجاه العاصمة الهندية دلهي بأمر من مؤسس باكستان محمد علي جناح على أمل أن تنسحب القوات الهندية من كشمير لتنضم إلى باكستان. ولعبت القبائل الباكستانية الدور الأهم في دعم المجاهدين الأفغان في القرن الماضي في حربهم ضد الغزو السوفياتي لأفغانستان حيث أقيمت معسكرات التدريب في مناطق القبائل وعبر هذه المناطق كانت تمر خطوط الإمداد. وزاد دور القبائل الباكستانية أهمية بعد الغزو الأميركي لأفغانستان حيث آوت وحمت مقاتلي «طالبان» و «القاعدة» بعد انسحابهم من الأراضي الأفغانية، مما أجبر الجيش الباكستاني على خوض مواجهات دامية منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2003 لإنهاء تواجد مقاتلي «القاعدة» و «طالبان - أفغانستان» في المنطقة القبلية الباكستانية.