بينما لا تُفارق برامح البحث عن المواهب التلفزيونية للبالغين الشاشات الغربية فإن عدداً محدوداً من البرامج يختص بمواهب الأطفال التلفزيونية. كما تندر في المجموعة الأخيرة برامج فيها مشتركون يعرضون مواهبهم للجمهور من دون أن تشركهم تركيبات هذه البرامج في مسابقات ومنافسات وتعدهم بجوائز، وهو الأمر الذي يفعله برنامج «Little Big Shots» الذي حظيت عروض موسمه الأول على قناة «أن بي سي» الأميركية بنسبة مشاهدة مرتفعة (13 مليون مشاهد للحلقة الواحدة). نجاح البرنامج في الولاياتالمتحدة جذب قناة «أي تي في» البريطانية التجارية التي اشترت حقوق تقديم النسخة البريطانية، وعرضتها أخيراً، لكن بنجاح أقل من القناة الأميركية، على رغم أن القناة البريطانية نجحت في إقناع «دون فرانج» لتقديم البرنامج، والتي تعد من أفضل الكوميديات البريطانيات وأكثرهن شعبية. لا تحصر النسخة الأميركية الأصلية من البرنامج نفسها بالمواهب الأميركية، إذ إنها تفتح أبوابها لأطفال موهوبين من كل البلدان، وتجعلهم يصعدون على المنصة ليقدموا مواهبهم الكبيرة على رغم صغر أحجامهم، فيما عزز خلو البرنامج من الجوائز والمسابقات من الطابع الأليف المحبب للبرنامج، ولعب المقدم التلفزيوني الأميركي الشعبي ستيف هارفي في إضفاء قيمة مهمة، إذ إن هارفي الذي يقترب من الستين من العمر، أضحى منذ سنوات من أهم المقدمين التلفزيونيين في الولاياتالمتحدة، وهناك جمهور يتتبع ما يقدمه، والذي يتنوع من برامج الحوارات إلى حفلة مسابقة ملكة جمال الكون. والى جانب أن البرنامج يستقطب المواهب من الأطفال من كل العالم، لا يكتفي أيضاً بالطلبات التي تصله للإشتراك، إذ وجد الفريق التحضيري له من الإنترنت الفضاء الواسع للبحث عن أطفال موهوبين، وجد بعضهم شهرة كبيرة على مواقع الفيديو الإلكترونية مثل «يوتيوب» وغيره، كحال الطفل الياباني الذي أطل في النسخة الأميركية والذي يجيد تقليد كل الحركات الخاصة بنجم رياضة الكونغ فو بروس لي، والطفلين من الأصول الصينية من النسخة ذاتها وهما يعيشان في بلدين مختلفين لكنهما يغنيان معاً منذ عامين أغاني باللغة الإنكليزية، وحصلا بدورهما على شهرة واسعة حتى قبل وصولها إلى البرنامج في الولاياتالمتحدة. يوفر البرنامج الفرصة للمشتركين فيه لاستعراض مواهبهم والتي تتنوع ولا تنحصر في حدود الفنون الشائعة مثل الغناء والرقص. وهذا بدوره سيقرب البرنامج الجديد من برنامج «بريطانيا تملك مواهب» والذي انتقل إلى دول عدة منها نسخة خاصة بالعالم العربي، وهي فئة البرامج التي لا تزال تحافظ على شعبيتها على خلاف برامج البحث عن المواهب الغنائية التي تعاني من تدني أعداد مشاهديها إلى الحدود التي تهدد وجودها. ولعل العامل المهم في هذه الفكرة التلفزيونية هو العثور على المقدم الناجح الذي يجيد التعامل مع عفوية الأطفال وصدقهم وصراحتهم والتي لا يمكن التحسب لها، وفي الوقت ذاته قادر على التفاعل مع الجمهور الموجود في الإستوديو، وإرضائه بمزحات خاصة للبالغين، والإبقاء على الروح المحببة الخالية من التنافس للبرنامج. تقف الكوميدية الأميركية المعروفة ألن ديجينيرس خلف إنتاج البرنامج الأصلي وبالتعاون مع القناة الأميركية «أن بي سي»، فيما أنتجت ثلاث شركات النسخة الأميركية منه التي عرضت في نهاية عام 2016. وتستعد القناة لعرض الموسم الثاني في وقت متأخر من هذا العام.