لم أندم في حياتي على شيء أكثر من ندمي على التعامل مع بعض البنوك التي تسحب القسط الشهري من الراتب حتى لو لم يدخل المرتب إلى الحساب الجاري، والأدهى من ذلك حين يدخل أي مبلغ مالي إلى الحساب قبل الراتب بيومين يتم سحب القسط، ولا ينتظرون حتى يتم دخول الراتب. فعادة في شهر رمضان، بعض البنوك تخصم القسط الشهري في رمضان قبل نزول الراتب بأكثر من أسبوع وبعضها مع نزول الراتب في تجاوز خطير للعقد المبرم مع المواطن المسكين الذي ليس أمامه إلا أن يوافق ويرضخ ويسلم للأمر الواقع. فقد أكون مسافراً أو بحاجة ماسة للرصيد الذي لدي وأذهب لجهاز الصراف الآلي لأسحب منه ما يوفي طلباتي لأتفاجأ بأن الرصيد قد أصبح بقدرة قادر بالسالب، للبنك الحق أن يضمن ماله وليس في تقديم موعده على حساب المواطن. فأنا لست بمعزل عن المجتمع، وأعلم أن الكثير من المواطنين بلغوا حد اليأس من تصرف بعض البنوك و تعاملاتها مع العملاء، ولا يخفى علي الكثير من الممارسات الخاطئة التي ارتكبتها هذه المصارف. في المقابل، لا أحمل هذه البنوك من جشع وما وصلت إليه من مستوى سيئ جعلها تستهتر بعملائها، فهي في النهاية بنوك ربحية، ولكن أين مؤسسة النقد مما يحدث؟! .. لماذا هي صامتة؟.