أكد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن «حفظ الأمن والاستقرار في لبنان ومحاربة الإرهاب على عاتق القوات المسلحة اللبنانية وفق البيان الوزاري»، مشيراً الى أن «لبنان على الخطوط الأمامية في حربه ضد الإرهاب وداعش، والسلاح الأقوى لمحاربته هو التنوع والتعددية الثقافية والدينية التي يمثلها النموذج اللبناني»، مكرراً أمام مسؤولين في الخارجية الأميركية في ظل الإدارة الجديدة ضرورة «دعم الجيش اللبناني»، ومسوقاً ل «خطة الحكومة لإعادة النازحين الى المناطق الآمنة في سورية». وعقد باسيل لقاءات على هامش مشاركته في اجتماع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بمشاركة 68 دولة في العاصمة الأميركية. واعتبر في حوار مع الباحث في شؤون الشرق الأوسط هنري باركي في معهد «ولسن للدراسات الاستراتيجية»، أن «لبنان حليف طبيعي للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب، واذا كانت الإدارة الجديدة جدية في محاربة داعش والإرهاب، عليها أن تدعم الجيش اللبناني كونه يدافع عن لبنان والعالم، وانجازاته تشهد على ذلك». ورأى أن «لبنان لا يقارن بأي بلد آخر لجهة استيعابه فوق طاقته لأكثر من مليون ونصف مليون نازح على أرضه، فهناك 200 نازح في الكيلومتر المربع الواحد». ودعا النازحين السوريين الى العودة الى بلادهم، «فنحن لا نشجعهم على ترك سورية لأنها في حاجة الى المعتدلين فيها». ورفض التعليق على مسألة «تدخلات حزب الله الخارجية»، قائلاً إنه «وزير خارجية لبنان ولا يتكلم باسم الحزب، وهناك إجماع لبناني على دور المقاومة وحزب الله في مقاومة العدو الإسرائيلي والدفاع عن لبنان. وعلى اللبنانيين الاتفاق على إيجاد استراتيجية وطنية تقوم على الحوار». والتقى باسيل رئيس لجنة الصداقة الأميركية- اللبنانية عضو لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس النائب داريل عيسى. وتركز البحث على «النزوح السوري والإرهاب والمساعدات للجيش اللبناني». وأيد عيسى، وفق المكتب الاعلامي لباسيل، «ما شرحه باسيل عن خطة الحكومة لإعادة النازحين». كما عرض مع رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ماكين حاجات الجيش، وطالبه بلعب دور «في تأمين مساعدات إضافية ونوعية للقوات المسلحة». ودعاه الى زيارة لبنان للاطلاع عن كثب على حاجات المؤسسة العسكرية. وقال باسيل أمام أبناء الجالية اللبنانية بدعوة من القائمة بأعمال السفارة كارلا جزار: «في وقت نرى فيه طوائف ومذاهب تتحارب مع بعضها بعضاً في المنطقة، نرى أن السنّي والشيعي داخل الجيش اللبناني يحاربان معاً ضد الإرهابيين». وأكد انه «على رغم كل المصاعب والمصائب يبقى بلدنا قادراً على إعطاء أجمل درس للعالم عن حسن الضيافة وحقوق الإنسان من خلال ما قدمناه للسوريين والفلسطينيين، من دون أن يلزمنا أحد، لكن لبنان من خلال الأعباء الملقاة عليه لن يتمكن من الاستمرار حياً اذا استمر العالم في عدم مشاركته في تحمله العبء». ولفت الى أن «مشاركتنا في الاجتماع ضد تنظيم داعش ليست ضد أحد، بل مشاركة للنموذج الإنساني الذي نمثله، ولنقول للمجتمع الدولي مطلوب منه أكثر كي يتمكن لبنان من الاستمرار». وكان باسيل استهل نشاطه في واشنطن أول من أمس، بلقاء مع مساعد وزير الخارجية لشؤون اللاجئين والهجرة والسكان سيمون هانسشوي وشرح له «ما يعانيه لبنان من تلكؤ بعض الدول المانحة عن تسديد ما تعهد به في مؤتمر لندن». ودعا الى تأييد خطة الحكومة لإعادة النازحين تدريجاً الى المناطق الآمنة في سورية». كما التقى مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ستيوارت جونز وتركز البحث على الأزمة السورية في ضوء محادثات آستانة وجنيف. وأوضح المكتب الإعلامي لباسيل أن المسؤولين الأميركيين «تفهمهما الموقف اللبناني». واجتمع في مقر الكونغرس مع رئيسة اللجنة الفرعية لمخصصات الشؤون الدفاعية في المجلس النيابي كاي غرانغر وجرى البحث في سبل التعاون لمحاربة الإرهاب ودعم الجيش اللبناني. و«أبدت غرانغر رغبة الإدارة الجديدة في عدم توطين النازحين وتأييدها لما طرحه باسيل عن برنامج عودتهم».