أكد زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري من واشنطن، «محاربة قوى التطرف على اختلافها، سواء كان اسمها حزب الله أم «القاعدة». وقال: «مشروعنا يقوم على فكرة بناء الدولة ودعم الاعتدال الذي يتعارض مع سياسات الفوضى التي يمارسها الحزب، سواء من خلال إعاقة الحياة السياسية في لبنان أم من خلال مشاريع التوسع التي يقوم بها في المنطقة، وخصوصا في سورية والعراق واليمن»، مؤكداً «أننا نريد أن نحافظ على بلدنا وهذه مهمة ليست سهلة في ظل الأوضاع الراهنة والاحتقان السائد في المنطقة». وقال الحريري أمام منسقي «تيار المستقبل» في واشنطن وبوسطن ونيويورك وميشيغن وتورونتو ومونتريال ولندن وويندسور زاروه في مقر إقامته في واشنطن: «تيار المستقبل هو تيار الاعتدال والانفتاح والعدالة، ومستمر في خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي مواجهة قوى التطرف أياً كانت داخل لبنان أو خارجه، ومن الضروري أن يتعرف المغتربون من خلالكم إلى حقيقة هذه الرسالة وما نقوم به في لبنان لإكمال مسيرة الرئيس الشهيد التي حاولوا اغتيالها بعدما اكتشفوا أن مشروع رفيق الحريري إعادة الاعتبار للدولة والمؤسسات ووضع لبنان على خريطة الاستقرار». ورأى «أننا مستهدفون لأننا نسير على الطريق الصحيح ونعمل لمصلحة كل اللبنانيين إلى أي طائفة أو مذهب انتموا، ونعمل كي يكون ولاء كل اللبنانيين إلى لبنان الوطن الحاضن لجميع أبنائه». وقال: «التطرف هو ضد الإسلام، وكما كان يقول الرئيس الشهيد، فإن المسيحي المعتدل أقرب إلي من المسلم المتطرف. رفيق الحريري كسب قلوب الناس لأنه كان يحترم المسلم والمسيحي. فلا مهادنة مع التطرف من أي نوع كان». وتوقف عند الحوار الذي يجريه التيار في لبنان مع «حزب الله»، وقال: «بعضهم ينتقده ويسأل ماذا ينتج منه وماذا نستفيد منه؟ إنه يعالج حال الاحتقان في البلاد، ويشكل في مكان ما صمام أمان لكل اللبنانيين الذين يخشون من تجدد الحرب الأهلية. من المستحيل أن نوافق الحزب على السياسات التي يتبعها، أكان داخل لبنان أم خارجه، ونحن ضد ما يقوم به في سورية والعراق واليمن، ولكن لا يمنع أن نعمل ما في وسعنا لحماية لبنان». وإذ ذكر ب «الحرب الأهلية التي أسفرت عن سقوط 200 ألف شهيد»، قال: «نحن واعون لهذا الأمر والخلاف السياسي يجب أن يحل من خلال الحوار، الأولوية أن نحافظ على الاستقرار في البلد وإلا نفرط بسلامة لبنان أبداً، على رغم أنه ليس الاستقرار الذي نطمح إليه، وهو يكون من خلال انتظام الحياة الديموقراطية وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تحضر لانتخابات نيابية جديدة». وجدد الحريري «دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي في المهمات التي يقومون بها للحفاظ على الأمن ومحاربة الإرهاب في كل لبنان». وتوقف عند حادثة سجن رومية الأخيرة (تمرد) مؤكداً «الدعم الكامل للقرار الذي اتخذه وزير الداخلية نهاد المشنوق والعمل الشجاع الذي قامت به القوى الأمنية وشعبة المعلومات بإنهاء الحال الشاذة وإعادة الأمور الى طبيعتها». وقال: «ليس المطلوب كما يحاول بعضهم التهاون مع أي حال تمرد وإعطاء جوائز ترضية لمن يقوم بها». وعن علاقة «تيار المستقبل» ب «التيار الوطني الحر»، قال: «مشكلتنا ليست مع التيار الوطني، ومن خلال الحوار مع العماد ميشال عون استطعنا الوصول الى حل مشكلات متعلقة بالتعيينات التي كانت مجمدة منذ ثماني سنوات، كما استطعنا تشكيل الحكومة الحالية، وعلينا الاستمرار في تدوير الزوايا لحل المشاكل القائمة». وعن التعيينات الأمنية، قال: «مركز قيادة الجيش بأهمية موقع رئاسة الجمهورية، وفي هذا الأمر ليس هناك مجال للتسوية، ومصلحة الجيش والوطن الأساس». وعن تطورات اليمن، قال: «ما تسمعونه من خطابات عالية اللهجة وصراخ ليس سوى غبار ناتج من عملية «عاصفة الحزم» في مواجهة انقلاب الحوثيين على الشرعية الدستورية في اليمن بدعم من إيران، لأنهم لم يتوقعوا أن تبادر المملكة العربية السعودية لإنقاذ اليمن لمصلحة العروبة. فما تقوم به المملكة وقوى التحالف سيستمر إذا تابع الحوثيون تحركهم بدعم من إيران ضد الشرعية اليمنية». لقاءات وكان الحريري قابل في اليوم الثالث من زيارته واشنطن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، وتركز البحث على «الأوضاع في لبنان ومستجدات المنطقة وخصوصاً ما يجري في سورية والعراق واليمن»، وفق بيان للمكتب الإعلامي للحريري. وقابل رئيسة لجنة الاعتمادات الخارجية في المجلس النيابي كاي غرانغر في مبنى كابيتول في حضور الوفد المرافق، وجرى عرض «سبل مساعدة لبنان لتأمين حاجات اللاجئين الضرورية، لا سيما ما يتعلق منها بالتعليم والتربية، إضافة إلى دعم الجيش والقوى الأمنية. وعبرت غرانغر عن اهتمامها بالمواضيع التي أثيرت ووعدت برفع هذه المطالب إلى المسؤولين لتقديم ما يمكن من مساعدة». والتقى زعيمة الأقلية الديموقراطية في المجلس النيابي نانسي بيلوسي، فعضو الكونغرس آدام كينزينغر، وجرت خلال اللقاءين «مناقشة تطورات المنطقة، لا سيما في لبنان وسورية والعراق واليمن».