استعاد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة نشاطه الرئاسي مساء أول من أمس، بعد فترة غياب استمرت قرابة الشهرين، تزايدت خلالها الإشاعات عن تدهور وضعه الصحي، ما دفع وسائل إعلام أجنبية إلى إعلان وفاته. وظهر بوتفليقة في لقاء ثنائي خص به الوزير المكلف الشؤون المغاربية والأفريقية وجامعة الدول العربية عبدالقادر مساهل. وبث التلفزيون الرسمي صوراً لبوتفليقة الذي يمضي فترة نقاهة في مقرّ إقامته في زرالدة في العاصمة وفق بيان رسمي سابق. وذكرت رئاسة الجمهورية إن «مساهل قدم للرئيس خلال اللقاء تقريراً عن الوضع في المنطقة لا سيما في منطقة الساحل ومالي وليبيا». ويُعد هذا الظهور الإعلامي الأول من نوعه للرئيس بعد إلغاء زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الجزائر في 20 شباط (فبراير) الماضي، بسبب «التهاب حاد للشعب الهوائية كان يعاني منه». وأفادت الرئاسة في حينه بأن زيارة المستشارة الألمانية إلى الجزائر «ستُبرمَج من جديد في تاريخ يحدده الطرفان لاحقاً». وأحرج غياب بوتفليقة، حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم في فترة يستعد فيها لخوض الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في 4 أيار (مايو) المقبل. وتسبب هذا الغياب في «احتقان» غير معلن لدى حلفاء الرئيس، بعد ترويج أوساط عدة أن الانتخابات البرلمانية قد لا تجرى في موعدها. ونفى سفيران جزائريان أخباراً عن وفاة بوتفليقة في وقت سابق، وذلك بإشارة من وزارة الخارجية التي «ساءتها» تلك الأنباء، لا سيما تداولها في وسائل إعلام مغربية ولبنانية وفرنسية. ومكّن ظهور بوتفليقة بعض المتنفذين في السلطة من الدفاع مجدداً عن فكرتهم حول «ضرورة تأمين انتقال سلس للسلطة». و يدعم أنصار الرئيس، استمراره في الحكم حتى نهاية ولايته الرابعة في العام 2019. وقال رئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية، الموالي للرئيس عمارة بن يونس إن «الناس كانوا يعلمون بحالته (بوتفليقة) عندما انتخبوه، بالطبع نحن نفتقده من حيث الوجود، لكنني قلت من قبل إنه يدير الجزائر برأسه وليس بقدميه». ويقول مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى: «صحيح صحته لم تعد كالسابق لكنه يؤدي مهماته الرئاسية في شكل كامل وبحكمة بالغة». في سياق متصل، واصل الأمين العام للحزب الحاكم، جمال ولد عباس، دفاعه عن تصريحات سابقة قال فيها إنه «تمكن من إحباط مؤامرة تستهدف الجزائر والرئيس» من خلال الانتخابات الاشتراعية المقبلة. ويُعرف أن ولد عباس تحدث عن 4 شخصيات لم يسمها، قال إنها ضغطت عليه لتحديد متصدري اللوائح الانتخابية «وحين لم أخضع لهم فبركوا مؤامرة تستهدفني وعائلتي»، في إشارة إلى ما تردد عن ملاحقة قضائية طاولت نجله في قضية رشى تلقاها من قبل مرشحين للبرلمان.