استنكر مدير ديوان الرئاسة الجزائرية، الأمين العام لحزب «التجمع الوطني الديموقراطي» (ثاني أحزاب الموالاة)، أحمد أويحيى، انخراط قياديين من حزبه في حملة لعزله من الحياة السياسية بدءاً من منصب رئاسة الحزب الذي يعتزم الترشح مجدداً لقيادته الشهر المقبل، وكان عمار سعداني زعيم حزب جبة التحرير الوطني، صاحب الغالبية البرلمانية أول من طالب ب «عزل» أويحيى الذي «يستعد لخداع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة والترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة». وهاجم أويحيى، على غير عادته المتحفظة، خطوة قياديين بارزين في «التجمع الوطني الديموقراطي»، الحزب الذي يوصف بأنه «جهاز الدولة»، وعلّق أمس، على بيان جمع عشرات منهم قائلاً إنه «اطّلع بأسف وباستنكار شديد، على البيان الذي وزِّع على الصحافة من قبل مجموعة كوادر ومناضلين سابقين في الحزب»، مضيفاً أن «كل مناضلات ومناضلي الحزب ومسؤوليه المحليين والمركزيين يعلمون بأن مسار التوجه نحو عقد المؤتمر الاستثنائي يسير وفقاً للوتيرة التي حدّدتها اللجنة الوطنية». وشدد أويحيى لهجته تجاه الموقعين على البيان، وقال: «لا يمكن السماح، من الآن فصاعداً، لبضعة أشخاص أو أي أقلية أن تفرض إملاءاتها داخل التجمع الوطني الديموقراطي». ويشك أويحيى في وجود «مؤامرة» تستهدف وجوده بالكامل في الحياة السياسية، مع بدء الحديث عن مرحلة ما بعد بوتفليقة. وأُطيح بأويحيى في مطلع 2013 من على رأس «التجمع الوطني الديموقراطي»، لكن الرئيس بوتفليقة استعاد خدماته ونصبه مديراً لديوان الرئاسة، وهو منصب حساس يمنحه بوتفليقة في العادة لشخصيات يثق بها، لكن كثيراً من المراقبين رأوا ذلك التعيين على أنه «عملية تحييد» لأويحيى من الحملة التي استهدفت قيادات في الاستخبارات من أجل كسب ولائه. وكان قياديون في «التجمع الوطني الديموقراطي»، كشفوا عن «حركة تصحيحية» في الحزب وطالبوا بتأجيل موعد انعقاد المؤتمر الاستثنائي المرتقب في 5 أيار (مايو) المقبل. وغاب «التجمع الوطني الديموقراطي» عن المؤتمر الذي دعت إليه الموالاة منذ أسبوع لدعم بوتفليقة، ما رسّخ الشرخ بين أكبر حزبين مواليين، ما قد يمهد لسيناريو انقسام في الولاءات التي تضع حسابات انتخابات الرئاسة المقبلة في الميزان. وكان سعداني وجّه انتقادات غير مسبوقة لأويحيى، وقال له: «أنت غير مخلص لبوتفليقة، تريد كرسي الرئاسة، وليس لك موقع ولا تزال تعيش بعقلية التسعينات، وها أنا أعلن الطلاق البائن معك».