اكتمل مشهد تحالفات الإسلاميين في الجزائر، استعداداً للانتخابات البرلمانية بعد ثلاثة أشهر، في تحول لافت داخل التيار الديني الذي شهد انقسامات ولدت عشرات الأحزاب. لكن التحالفات الأخيرة أتت في سياق موقف المشاركة المتفق عليه بين اقطاب الإسلام السياسي، في حين سيكون موقف المقاطعة محصوراً في حزبين، «طلائع الحريات» لزعيمه علي بن فليس و«جيل جديد» الذي يقوده المعارض سفيان جيلالي. وتوّج التحالف باندماج بين تكتلين إسلاميين، الأول يضم ثلاثة أحزاب هي: «جبهة العدالة والتنمية» و «حركة النهضة» و «حزب البناء الوطني»، فيما شمل التكتل الثاني حزبي: «حركة مجتمع السلم» و«جبهة التغيير»، التي سبق أن انشقت عن «حركة مجتمع السلم» قبل خمس سنوات إثر تراشق عنيف بالاتهامات بين قيادة الأخيرة وعبدالمجيد مناصرة الذي أسس «التغيير». ويبدو أن هذه التحالفات لا تتعلق فقط بلوائح انتخابية موحدة، بل بعملية اندماج هيكلية كاملة حتى من الناحية القانونية، ولم يسبق لهذه الأحزاب أن روجت لعملية الإندماج بل اعتمدت السرية. ويظل تعامل وزارة الداخلية لاحقاً مع الملف لافتاً للأنظار، سواء كانت ستقبل عملية الإندماج ضمن مؤتمرات حزبية عادية أم ستلجأ الى حل تلك الأحزاب من الأصل وتأسيس حزب جديد بتسمية مغايرة. في غضون ذلك، أعلن المرشح السابق للانتخابات الرئاسية في عام 2014، رئيس حزب «طلائع الحريات» علي بن فليس، مقاطعة الانتخابات الاشتراعية المقبلة بالاتفاق مع أعضاء اللجنة المركزية، مبرراً موقفه بأن هذه الانتخابات لن تساهم في إحداث تغيير في المرحلة المقبلة. وقال إن خيار المقاطعة هو لمصلحة البلاد وليس الحزب، وحمل السلطة مسؤولية الإخفاقات السياسية والاقتصادية. ويذكر أن بن فليس رئيس حكومة سابق نافس الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في 2004 و2014، وهو ثاني مسؤول سياسي يتخذ قرار المقاطعة بعد حزب جيل جديد الذي يقوده المعارض سفيان جيلالي بحجة «غياب ضمانات النزاهة». ولم يحدد كل من بن فليس وجيلالي إذا كانت مقاطعتهما «نشيطة» بمعنى تنظيم حملة لدفع الجزائريين إلى المقاطعة، أم مجرد غياب عن الاستحقاق الانتخابي، الذي سيدخله الحزب الحاكم ضعيفاً بحكم الخلافات، في حين يبدو «التجمع الوطني الديموقراطي» بزعامة أحمد اويحيى في وضع جيّد بحكم صلابته التنظيمية حالياً. ويشغل اويحيى وهو رئيس وزراء سابق، منصب مدير الديوان الرئاسي. على صعيد آخر، أعلن الجيش الجزائري أمس، أن دورية عسكرية اكتشفت مخبأ أسلحة يحتوي 22 قطعة حربية إضافة إلى كمية من الذخيرة. وقال بيان رسمي لوزارة الدفاع إن الأسلحة اكتشفت في تينزواتين وهي بلدة تماس مع حدود مالي في أقصى جنوبالجزائر (2500 كلم جنوب العاصمة). وتشمل المضبوطات، قذائف هاون ورشاشات من أصناف عدة ومسدسات وكمية كبيرة من الذخيرة.