وافق مجلس الوزراء خلال انعقاده برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض اليوم (الاثنين) على استمرار مصلحة الجمارك العامة في صرف بدلات لمنسوبيها في المنافذ الحدودية لمدة ثلاث سنوات من تاريخ 26 / 3 / 1436ه، وعلى استبعاد موقع جبال الدغم من مناطق رمل السيليكا المحجوزة للأنشطة التعدينية وتسليمه إلى أمانة منطقة الرياض. وفي مستهل الجلسة، أطلع خادم الحرمين المجلس على نتائج جولته التي شملت ماليزيا، والجمهورية الإندونيسية، وسلطنة بروناي دار السلام، واليابان، وجمهورية الصين الشعبية، وما جرى خلالها من مباحثات رسمية ولقاءات مع قادة تلك الدول الشقيقة والصديقة وكبار المسؤولين ورجال العلم والمعرفة والاقتصاد فيها، معبراً عن «بالغ الشكر والامتنان لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة على ما لقيه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة»، وعن تقديره «لما تميزت به المباحثات من حرص على تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى آفاق أوسع لخدمة المصالح المشتركة، وما اتسمت به من تطابق في وجهات النظر إزاء القضايا الاقليمية والدولية، بما يخدم الأمن والسلم الدوليين» .ثم أطلع خادم الحرمين المجلس على فحوى الاتصالين الهاتفيين اللذين تلقاهما من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند. وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي في بيانه لوكالة الأنباء السعودية (واس) أن «مجلس الوزراء أعرب عن الفخر والاعتزاز لما صاحب جولة الملك من تقدير وارتياح للتقدم الكبير الذي وصلت إليه العلاقات بين المملكة وتلك الدول الشقيقة والصديقة، وتطرق إلى الزيارة التاريخية لخادم الحرمين لليابان ولقائه الإمبراطور أكيهيتو وتسلمه الوسام السامي «زهرة الأقحوان» تقديراً له، ومباحثاته مع رئيس الوزراء شينزو آبي وكبار المسؤولين، وكذلك زيارته للصين ومباحثاته مع الرئيس شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لي كتشيانغ ورئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب تشانغ ديجيانغ، ومنحه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة بكين»، مؤكداً أن «ما تم خلال الزيارتين من مباحثات ثنائية وتبادل لوجهات النظر بشكل معمق وما جرى خلالهما من توقيع العديد من الاتفاقات وبرامج ومذكرات التعاون، يجسد في جانب المملكة واليابان ما يربطهما من علاقات تاريخية واقتصادية وشراكة في إطلاق الرؤية السعودية اليابانية 2030، التي ستعزز الشراكة الاستراتيجية، وفي جانب المملكة والصين تأكيد على تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتعزيز الإطار المؤسسي القائم للعلاقات، بما يضمن استمرارها والدفع بها نحو آفاق أرحب لمصلحة البلدين» . ورفع مجلس الوزراء «الشكر والتقدير لخادم الحرمين على أمره بإلحاق الدارسين حالياً على حسابهم الخاص في اليابانوالصين بالبعثة التعليمية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، حرصاً منه على تلمس احتياجات المواطنين والمواطنات والاهتمام بقضاياهم». وشدد مجلس الوزراء على «المضامين القيمة التي اشتملت عليها كلمة خادم الحرمين في افتتاح المؤتمر الدولي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي ممثلة في مجمعها الفقهي تحت عنوان «الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحْكَمات الشريعة» وتأكيده حرص المملكة على أن تقدم أنموذجاً يحتذى لحماية الحقوق والحريات المشروعة، وتحقيق الرفاه والتنمية الشاملة للمجتمع بما يتوافق مع القيم الإسلامية ويحافظ على الأمن المجتمعي والتآلف بين أفراده ويعزز التمسك بدينه والثقة بين المواطن والمسؤول». «وطن بلا مخالف» وثمن مجلس الوزراء تدشين ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بن عبدالعزيز حملة «وطن بلا مخالف» التي وافق عليها خادم الحرمين، في إطار رغبة مقامه تسوية أوضاع مخالفي نظام الإقامة والعمل وأمن الحدود ومساعدة من يرغب في إنهاء مخالفته وإعفائه مما يترتب عليه من عقوبات، منوهاً بتمكن رجال حرس الحدود في الحد الجنوبي من إحباط عدة محاولات لزرع ألغام أرضية وتهريب أسلحة وذخيرة ومخدرات، والقبض على المتورطين فيها وكذلك ضبط العديد من المتسللين، وعدم التهاون مع محاولات العناصر الإرهابية للاعتداء على المراكز الحدودية والتسلل لزرع الألغام الأرضية وتهريب المتفجرات والأسلحة والمخدرات . العلاقة مع أميركا وتطرق المجلس بعد ذلك إلى نتائج زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدة الأميركية واجتماعه مع الرئيس دونالد ترامب وكبار المسؤولين في إدارته، مشيداً بالعلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، ومؤكداً أن المباحثات التي جرت ستسهم في تعميق العلاقات وتمتينها وفي تعزيز أواصر التعاون المشترك في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين. ضيوف الرحمن وأعرب مجلس الوزراء عن اعتزاز المملكة بخدمة ورعاية ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، مجدداً تأكيد المملكة قيادة وشعباً، ترحيبها بكل الحجاج والمعتمرين والزوار بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم، ومن مختلف أقطار العالم الإسلامي، وتسخيرها كل إمكاناتها المادية والبشرية لخدمتهم وضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم. جرائم النظام السوري وفيما يتعلق بمجريات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، جدد مجلس الوزراء إدانة المملكة لاستهداف قوات النظام السوري الجوية قوافل المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، مما أدى إلى تعليق قوافل المساعدات في سورية، معرباً عن قلق المملكة إزاء النتائج التي توصل إليها تقرير اللجنة الدولية الخاص بسوريا الذي عرضته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وما تضمنه من جرائم إنسانية، وجرائم حرب ما زال يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه والمليشيات المرتزقة بحق الشعب السوري، خصوصاً في مدينة حلب مما تسبب في تدمير المدارس والمستشفيات ومصادر المياه والطعام وراح ضحيتها العديد من الأبرياء. وأفاد الطريفي بأن مجلس الوزراء اطلع على الموضوعات المدرجة على جدول أعمال جلسته، ومن بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، وانتهى إلى الموافقة عليها، كما وافق على ترقيات بالمرتبتين الخامسة عشرة والرابعة عشرة ووظيفتي سفير ووزير مفوض.