لا صوت يعلو على صوت جماهير فريقي الأهلي والشباب التي ستسابق عقارب الساعة لضمان الحصول على مقعد بين جنبات الملعب الجديد استاد الجوهرة المشعة في جدة لمساندة فريقيهما في المباراة الختامية على كأس خادم الحرمين الشريفين. والاحتفال بافتتاح الملعب الجديد لن يقتصر على ساحات ومدرجات الاستاد، فأمانة جدة أعلنت تجهيزها 38 شاشة عرض في مواقع مختلفة من أحياء جدة لنقل حفلة الافتتاح وأحداث المباراة الكبيرة. التاريخ يؤكد علو كعب الفريق الأهلاوي على الفرق كافة في بطولة كأس الملك، إذ يحمل السجل الأكبر 12 بطولة كان آخرها قبل موسمين على حساب النصر، ووصل للمباراة النهائية إثر تخطيه الأنصار في دور ال32 بخماسية نظيفة قبل أن يقصي العروبة من دور ال16 بثلاثة أهداف من دون رد، ثم ألحق به الطائي بالنتيجة ذاتها، وفي نصف النهائي هزم غريمة التقليدي الاتحاد ذهاباً بهدفين في مقابل هدف، وإياباً بثلاثة أهداف في مقابل هدفين. الشباب في جعبته بطولتان حققهما عامي 2008 - 2009 على التوالي، وجاء وصول الفريق الشبابي إلى المباراة النهائية من الباب الصعب، إذ تجاوز الكوكب في مرحلة ال32، قبل أن ينجح في عبور محطة بطل الدوري وكأس ولي العهد النصر بهدفين في مقابل هدف، ثم ألحق به وصيف الدوري الهلال بهدف من دون رد، وفي نصف النهائي أقصى الاتفاق بعد أن خرج بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما في موقعة الذهاب، وفاز في مواجهة الإياب بهدف من دون مقابل. مدرب الأهلي البرتغالي فيتور بيريرا يتطلع إلى تحقيق البطولة الأولى مع فريقه الجديد الأهلي، ولمع نجم المدرب البرتغالي عندما عمل مساعداً لمدرب بورتو البرتغالي الشهير بواش قبل أن يتولى المهمة التدريبية خلفاً له. وحقق مع بورتو لقب الدوري البرتغالي مرتين، وكأس السوبر ثلاث مرات، وذاع صيته في المستوى التدريبي، وكانت بدايته في عالم التدريب عام 2005، مع أحد فرق الدرجة الثالثة البرتغالية، قبل أن ينتقل لتدريب نادي كلارا ويحقق معه نتائج رائعة جداً. مدرب الشباب التونسي عمار السويح هو الآخر صاحب حضور قوي على مستوى التدريب في الوطن العربي، إذ قاد منتخب بلاده في مونديال كأس العالم 2002، كما حقق بطولة الكأس التونسي مع فريق حمام الأنف عام 2001، وأشرف على تدريب المنتخب الأولمبي التونسي، وله باع طويل في الملاعب السعودية، إذ سبق له الإشراف على أندية الحزم والقادسية والطائي والاتفاق والرائد، قبل أن تتعاقد معه الإدارة الشبابية لتدريب الفريق الأولمبي، وبعد تواضع نتائج الفريق الأول في الموسم المنصرم والخروج من الأدوار الأولية لكأس ولي العهد، قررت الإدارة إقالة المدرب البلجيكي إيمليو فيريرا وتكليف المدرب التونسي عمار السويح الذي نجح بدرجة امتياز في إعادة ترتيب الخطوط الشبابية وقيادة الفريق إلى تحقيق أفضل النتائج في الدوري، إلى جانب تصدر المجموعة التي شارك فيها الفريق في منافسات دوري أبطال آسيا، والوصول بالفريق إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين. وعلى المستوى الفني فكلا الفريقين يملك الأسلحة الكافية للوصول إلى منصة التتويج، فالأهلي قدم في الآونة الأخيرة مستويات جيدة، وبدأت الجماهير ترفع القبعة للمدرب البرتغالي فيتور بيريرا الذي وضع يده على التوليفة المناسبة للخطوط الخضراء، معتمداً على مهارة لاعبي الوسط مصطفى بصاص ووليد باخشوين والبرازيلي موسورو والمخضرم تيسير الجاسم، فيما عاد إلى التألق البرتغالي لويس ليال وأصبح أهم الأوراق الرابحة بفضل إجادته التسديد من مسافات بعيدة، فلدية قدم قلما تخطئ حدود المرمى، في الوقت الذي يشكل ظهيرا الجنب منصور الحربي وعلي الزبيدي حضوراً لافتاً على الصعيدين الهجومي والدفاعي، ولا يمكن وصف أي من المراكز بالضعف أو التواضع، وإن كان متوسط الدفاع يعد الحلقة الأضعف في المنظومة الأهلاوية بوجود أسامة هوساوي ومحمد أمان، وقوة خط الوسط من شأنها تشكيل ساتر دفاعي في منتصف الميدان، ما يسهل أداء هوساوي وأمان المهام الدفاعية. وعلى الجهة الأخرى، يشمر نجوم الشباب عن سواعدهم للعودة إلى سماء البطولة، بعد أن كان الفريق السباق في تحقيق البطولة بمسماها الجديد عامي 2008 و2009 على حساب الاتحاد في كلتا المناسبتين، والمدرب التونسي عمار السويح أمام تحدّ كبير وكبير جداً لتدوين أغلى البطولات في سجله التدريبي، ولن يتردد في رفع شعار الحيطة والحذر منذ الصافرة الأولى، وخصوصاً أن خطوط فريقه تعاني من غيابات عدة، ودائماً وأبداً يكون الحضور الأبرز للبرازيلي الرائع جداً رافينها صاحب المهارة العالية والجهد السخي طوال الدقائق التسعين، إلى جانب خبرة أحمد عطيف وعمر الغامدي في منتصف الميدان، كما أن حسن معاذ يشكل ثقلاً كبيراً في الطرف الأيمن على الصعيدين الدفاعي والهجومي، والجماهير تعول كثيراً على تسديداته القوية للوصول إلى مرمى أصحاب الضيافة، ولدى المدرب التونسي خيارات عدة على دكة الاحتياط من شأنها تغيير الشكل الفني للمباراة بوجود عبدالمجيد الرويلي وعيسى المحياني والكولومبي توريس وسعيد الدوسري.