تزدهر سوق الأسماك هذه الأيام، ليصبح الخيار المفضل بالنسبة للمستهلكين خوفاً من الوقوع في براثن فساد لحوم الأضاحي التي تملأ مطاعم جدة، وتزداد رغبة بعض أصحاب المطاعم في ملء «قدور» الطبخ باللحم الفاسد نتيجةً لرخص ثمنه، وصعوبة اكتشاف فساده قبل تناوله. ويصبح الهروب إلى تناول السمك خياراً وحيداً مع استمرار إعلان أمانة جدة عن ضبطيات اللحوم الفاسدة التي كان آخرها إحباط دخول 3162 رأساً من الأغنام الفاسدة غير الصالحة للاستخدام الآدمي، وكانت في طريقها لمطاعم جدة بلغ وزنها حوالى 50 طناً نقلت على مركبات استخدمت في تنقل الحجاج ما بين مكةالمكرمةوجدة. وبحسب تقارير الأمانة فإن لحوم الأضاحي تفسد بسبب تخزينها بطريقة سيئة داخل الحقائب الخلفية للسيارات ويحكم إغلاقها ما يتسبب في منع الهواء عنها، إضافة إلى وضعها في أكياس غير نظيفة وملوثة كالأكياس السوداء التي تحتوي على مواد سامة ومسرطنة، وغيرها من الأمراض الباطنية، وتلجأ المطاعم إلى وضع كميات كبيرة من البهارات لإضاعة الروائح الكريهة منها وتتسبب هذه اللحوم بأمراض الحمى الصفراء والحمى المالطية ومرض الديدان الشريطية والتسمم الغذائي. أحمد المالكي يقلب نظره في «دكاكين» الأسماك، مبتعداً عن ارتياد مطاعم وجبات الكبسة، ويقول: «بعد اكتشاف مطاعم تسرق لحوماً فاسدةً أو تشتريها بسعر رخيص، وتبيعها على الزبائن، قلت ثقتي في تناول وجبات «اللحم» خارج المنزل، وسأبحث طوال الأيام القادمة عن السمك الجيد والدجاج، لتكون مكوناً لمائدتي في المنزل». فيما يعزو فهد العبدالله اتجاهه للأسماك والدجاج خلال هذه الفترة من كل عام إلى «خوفه من المطاعم التي تبيع لحوماً ملوثة وفاسدة تصل إلى جدة من طريق الوافدين القادمين من مكةالمكرمة في موسم الحج، تتسبب في أمراض خطرة، مؤكداً وقوفه على حالات تسمم بسبب تناول هذه اللحوم. ويضيف العبدالله أن موائد العيد تمتلئ بموائد لحوم الأضاحي، ما يجعل خيار الإتجاه إلى الأسماك مفضلاً بعد التشبع من تناول اللحوم.