حرص وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والوفد المرافق على زيارة ضريح الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري في قلب بيروت، في اطار جولته على المسؤولين اللبنانين، وكان في استقباله رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري ونادر الحريري، ووضع اكليلاً من الزهر على الضريح وأضرحة رفاقه، وتحادث لافروف لبعض الوقت مع النائب الحريري حول طبيعة زيارته للبنان وما حمله للمسؤولين اللبنانيين خلال هذه الزيارة. وقال لافروف: «احتراماً لهذا المكان لن اجيب على أي سؤال وسأكتفي بالقول: لا يمكنني زيارة بيروت من دون زيارة هذا المكان، حيث يتم استذكار مواطن عظيم من لبنان وابناً له، وهب حياته للدفاع عن سيادته ووحدته واستقلاله. اننا نحترم كثيراً الرئيس رفيق الحريري، ونؤمن بأن قضيته لا يجب ان تذهب سدىً وخصوصاً اليوم، حيث يبدو هذا الامر اهم من أي وقت مضى. وأهم ما يمكن ان نسهم به للحفاظ على ذكراه، هو ان يتوحد كل اللبنانيين حول بلدهم ومؤسساتهم، والتأكيد ايضاً على استمرار الحوار الوطني، لما فيه مصلحة كل الطوائف والاطراف». وأمل لافروف ب «ان يتمكن اللبنانيون من ان يعبروا عن خياراتهم خلال الانتخابات المقبلة التي سنقبلها ونحترمها والتي ستمكن لبنان من السير على طريق التقدم». وسئل الحريري عن تصريح للوزير لافروف في مقر رئاسة المجلس النيابي اعتبر فيه ان ما ذكر في الصحيفة الالمانية هو محاولة لتسييس المحكمة، فرد الحريري قائلاً: «هناك الكثير من الصحف تنشر اخباراً تتعلق بالمحكمة الدولية، ونحن نقول دائماً ان المحكمة هي التي تحدد وتقرر من ارتكب الجريمة. لذا فإن كل ما يحكى في الصحف ويصدر عنها نعتبره كلاماً صحافياً وليس لنا أي تعليق عليه، من هنا فإننا لا نحتكم الا لقرار المحكمة الدولية التي ناضلنا من اجلها ودفعنا دماء وسقط شهداء في سبيلها». وعما روج من ان هذا السيناريو كتب بايدٍ لبنانية، رفض الحريري التعليق على «كلام الصحف التي تتداول اخباراً كثيرة وفي السابق قرأنا فيها اتهامات يميناً ويساراً. نحن ما زلنا على موقفنا من ان المحكمة الدولية هي التي تقرر والمدعي العام دانيال بلمار اصدر توضيحاً بالامس وكان واضحاً وصريحاً في ما يخص ما نشر ونحن مع ما يقوله وما يصدر عن المحكمة الدولية». وعما اذا كان يعتبر زيارة المسؤولين الروس للبنان تعبر عن دعم المؤسسات الرسمية ورئيس الجمهورية، اكد الحريري ان «من الواضح ان المجتمع الدولي كله وخصوصاً روسيا التي وقفت دائماً الى جانب لبنان بخاصة في ما يتعلق بالقرارات الدولية المتعلقة بالمحكمة او بالقرار 1701، يهمها سيادة لبنان واستقلاله والعدالة والا يكون هناك تدخل خارجي في الشؤون اللبنانية. روسيا كانت وستبقى صديقة للبنان، وهي كانت قدمت للجيش اللبناني مساعدات كبيرة، وتبرعت اخيراً بعشر طائرات ميغ 29، وهناك تعاون عسكري بين لبنان وروسيا. ونود ان نرى هذه العلاقة تتطور نحو الافضل». وعن العواقب اذا فازت المعارضة، شدد الحريري على «اننا سنفوز في هذه الانتخابات، وسنبعث الرسالة المناسبة والناس تعرفنا، واي لبنان نريد». وقبل مغادرته، دوَّن لافروف في سجل الشرف: «في روسيا احساس وشعور عميقين لذكرى الرئيس الحريري، ابن لبنان العظيم الذي استشهد من اجل حرية واستقلال ووحدة اراضي بلده».