توصل باحثون أميركيون من خلال دراسة حديثة إلى أن مكملات فيتامين B، يمكن أن توفر حماية عالية من آثار تلوث الهواء. وذكر موقع «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) ان الجرعات العالية من مكملات فيتامين B، قد تعوض تماماً الأضرار الناجمة عن الجسيمات الدقيقة جداً الموجودة بالملوثات. وتبين الدراسة أن العوامل البيئية، مثل تلوث الهواء، قد تؤثر في جينات نظام المناعة، من طريق دعمها أو تعطيلها، ما يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي للجسم. وفي حين أصبحت آثار تلوث الهواء على الصحة سبباً للقلق المتزايد في جميع أنحاء العالم، لا تزال الآليات الفعلية لكيفية تأثير تلوث الهواء على صحة البشر غير مفهومة بشكل واضح. ووفق منظمة الصحة العالمية، يعش أكثر من 90 في المئة من سكان العالم في مناطق يتجاوز فيها تلوث الهواء إرشادات السلامة. ومن بين أخطر الملوثات، جسيم صغير للغاية يشار إليه باسم «بي إم 2.5»، إذ يصل قطر الجزيئات به إلى أقل من 2.5 ميكرومتر. وتأتي هذه الجسيمات المعقدة من سيارات الديزل، والمواقد التي تعمل بحرق الأخشاب، كما تأتي من التفاعلات الكيماوية بين غازات ملوثة أخرى. ويمكن لشظايا جسيم «بي إم 2.5»، التي يصل حجمها لواحد على ثلاثين من حجم شعرة الإنسان، أن تستقر في أعماق رئة الإنسان وتؤثر على صحة الرئة والقلب، سواء لصغار أو كبار السن. وأوضح العلماء أن جسيم «بي إم 2.5» يسبب ما يعرف ب «التغييرات الجينية» في خلايا أجسامنا بشكل يضر بصحتنا، لافتين إلى ضرورة إجراء دراسات متابعة في المدن شديدة التلوث، مثل العاصمة الصينية بكين أو المكسيك. وكان الباحثون قد رأوا بالفعل أن المواد الغذائية يمكن أن توقف، إلى حد ما، هذه العملية في الدراسات التي أجريت على حيوانات تعاني آثاراً سلبية لمادة «بيسفينول إيه». وفي هذه الدراسة التي أجريت على البشر، أراد فريق من العلماء معرفة ما إذا كان يمكن الحد من التعرض لتركيزات من جسيم «بي إم 2.5»، حال تناول جرعة يومية من فيتامين B تحتوي على 2.5 ميليغرام من حمض الفوليك و50 ميليغرام من فيتامين B6، إضافة إلى واحد ميليغرام من فيتامي B12. وتعرض 10 متطوعين في البداية لهواء نظيف، وحصلوا على دواء وهمي لقياس استجاباتهم الأساسية. وجرى اختبار آخر على نفس المتطوعين في وقت لاحق، من خلال إعطائهم جرعات كبيرة من فيتامين B، مع تعريضهم لهواء يحتوي على مستويات عالية من جسيم «بي إم 2.5». ووجد الباحثون أن تناول فيتامين B لمدة أربعة أسابيع قد حد من تأثير جسيم «بي إم 2.5» بنسبة تتراوح بين 28 و76 في المئة في 10 مواقع جينية. كما وجدوا انخفاضاً مماثلاً في التأثير على الحمض النووي في ال «ميتوكوندريا»، وهي أجزاء من الخلايا تولد الطاقة.