قال مسؤولون فلسطينيون إن المكالمة الهاتفية الأولى بين الرئيسين دونالد ترامب ومحمود عباس ليل الجمعة - السبت، شكلت بداية تحرك الإدارة الأميركية الجديدة نحو ما سمّاه ترامب «الصفقة الكبرى»، أي التسوية السياسية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. ولفتوا إلى أن الاتصال الطويل اتسم بالدفء اللافت، إذ قال ترامب لعباس إنه يؤمن بأنه رجل سلام، وأنه شريكه في عملية سياسية تقود إلى سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وعقب الاتصال، أجرى الرئيس عباس اتصالاً هاتفياً بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، هو الثاني خلال 24 ساعة، وأطلعه خلاله على فحوى محادثته مع ترامب. وكشف المسؤولون الفلسطينيون ل «الحياة» أن ترامب أبلغ عباس بأنه مصمم على التوصل إلى تسوية، وأنه عيّن فريقاً لتحقيق هذا الغرض، موضحاً أنه الآن في مرحلة «تكوين الرؤية» و «وضع الخطة» و «تحديد الإطار» للعملية السياسية المقبلة. وأضافوا أن سلسلة من اللقاءات الفلسطينية - الأميركية ستعقد في الأيام والأسابيع المقبلة، تحضيراً للقاء القمة بين ترامب وعباس. ومن المقرر أن يصل إلى رام الله بعد غد مسؤول المفاوضات الدولية في البيت الأبيض جيسون غرينبلات، للقاء عباس والاستماع إلى رؤيته للعملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي سترعاها إدارة ترامب. وقال السفير الفلسطيني الجديد في واشنطن حسام زملط، الذي كان إلى جانب عباس مع عدد من مساعدي الرئيس أثناء المكالمة الهاتفية: «شكّل اتصال ترامب بعباس بداية تحرك الإدارة الجديدة على مسار الحل السياسي للصراع»، مضيفاً: «الاتصال يؤكد أولاً أن الإدارة الأميركية تعتبر عباس شريكاً في العملية السياسية، وثانياً أن لا شيء يمكن عمله من أجل الحل السياسي من دون هذا الشريك الفلسطيني». وتابع: «عندما قرر ترامب التحرك لصنع السلام، بحث عن عنوان الشعب الفلسطيني وهو الرئيس عباس، لذلك نعتبر ذلك بداية صحيحة»، لافتاً إلى أن «عباس سيزور الآن البيت الأبيض، وسيقدم الرؤية الفلسطينية للحل السياسي القائم على دولة فلسطينية على حدود عام 1967، إلى جانب إسرائيل». وعلى رغم عدم تحديد موعد للقاء، يُعتقد في واشنطن أن اللقاء سيعقد في حزيران (يونيو) المقبل، في حين رجحت مصادر في الرئاسة الفلسطينية أن يتم في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وقالت: «ستجري اتصالات قريبة لتحديد الموعد المناسب للرئيسين، وذلك بعد عقد بعض اللقاءات التمهيدية بين فريقيهما، ومنها اللقاء بين عباس ومسؤول المفاوضات الدولي غرينبلات الثلثاء المقبل في رام الله». ويضم فريق ترامب للعملية السياسية المقبلة كلاً من صهره جاريد كوشنير، والسفير الأميركي إلى إسرائيل (الذي ينتظر مصادقة الكونغرس على تعيينه) ديفيد فريدمان، وغرينبلات، والقنصل الأميركي السابق في القدس مايك راتني.