مثل الإرهابي الدولي الشهير ايليتش راميريز سانشيز الملقب ب «كارلوس» أمام محكمة جنائية خاصة في فرنسا تنظر في دوره في اعتداء استهدف قبل 43 سنة مقهى «دراغستور بوبليسيس» في باريس، وأدى إلى مقتل شخصين وجرح عشرات. وكالعادة، دخل كارلوس الذي ينفذ عقوبتين بالسجن المؤبد قاعة المحكمة مبتسماً وممازحاً الحضور. ولم يفوت فرصة تقديم نفسه على أنه «ثوري محترف»، ويرد مواربة على الأسئلة الموجهة إليه، وبينها عن عمره قائلاً إنه في ال17 من العمر، مع إمكان إضافة 50 سنة على هذا الرقم. وحرص كارلوس لدى دخوله إلى قفص الاتهام على تقبيل يد المحامية اي ابيل كوتان بير التي كانت من أوائل من دافعوا عنه، ثم تزوجت منه وهو في السجن. كما وزع قبلات من بعيد على الصحافيين الحاضرين. وعلى طريقة الشخص الذي لم يعد لديه ما يخسره توجه كارلوس بإسهاب إلى الحضور، مؤكداً أنه لا ينكر ماضيه، وأنه «أعدم باسم الثورة أكبر عدد من الأشخاص، مقارنة مع آخرين في المقاومة الفلسطينية». واسترسل في حديث غير مترابط عن المؤامرة الصهيونية وغياب الديموقراطية في فرنسا والمعارك التي خاضها، مبدياً أسفه لسقوط ضحايا فيها. وحاول المحامي فرانسيس فيلمان الذي يدافع عن كارلوس في بداية الجلسة إظهار عدم شرعية المحاكمة بحكم مرور الزمن على الاعتداء، لكن المحكمة ردت هذا الموقف باعتبار أن من حق ذوي الضحايا الوقوف على مسؤولية كارلوس عن الاعتداء. وستستمر المحاكمة ثلاثة أسابيع يستغلها كارلوس لكسر رتابة إقامته الطويلة داخل السجن، بعدما فشل رهانه في بداية اعتقاله على احتمال استرداده من قبل حكومة بلده فنزويلا.وفي حال إدانته بتهمة «الاغتيال الإرهابي»، قد يعاقب كارلوس بالسجن المؤبد للمرة الثالثة، بعد الأولى في قضية قتل شرطيين فرنسيين ومخبرهما اللبناني في باريس عام 1975، والثانية في قضية تنفيذ أربعة تفجيرات في باريس ومرسيليا وعلى متن قطارين بين عامي 1982 و1983، وأدت إلى مقتل 11 شخصاً وجرح 150. وكان كارلوس الذي اعتبر من الوجوه الإرهابية البارزة بين عامي 1970 و1980، أودع السجن في فرنسا بعدما خطفته الاستخبارات الفرنسية من الخرطوم عام 1994.