نظرت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان أمس في طلب استئناف للارهابي الفنزويلي كارلوس بعد ان اتهم فرنسا بانها تعامله بطريقة غير انسانية عبر ابقائه في السجن الانفرادي مدة عشر سنوات. وفي 27 كانون الثاني/يناير 2005، تمكن ايليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس المحكوم بالسجن المؤبد ويقضي عقوبته في سجن كليرفو حاليا من ادانة فرنسا لانتهاكها المادة رقم 13 من الميثاق الاوروبي لحقوق الانسان الذي يضمن حق الطعن في السجن الانفرادي. الا ان قضاة ستراسبورغ لم يعتبروا في حينها ان ذلك يشكل، كما اكد كارلوس، معاملة «غير انسانية وغير لائقة» تحظرهما المادة رقم 3. ولذا، قدم كارلوس استئنافا امام المحكمة. وقالت زوجته المحامية ايزابيل كوتان بير التي تمثله امام المحكمة ان الابقاء على كارلوس في العزلة مطولا بين عامي 1994 و 2002 ومن ثم مجددا بين 2004 و 2005 «هو احد نماذج العودة المخفية والسرية» للاجراءات الامنية التي تم الغاؤها رسميا مع عقوبة الاعدام مطلع الثمانينات. واظهرت وثيقة طبية تشير الى ان العزلة المطولة تعتبر «مؤذية» للحالة النفسية للسجين. ومن جهته، انبرى محامي الدفاع الآخر فرنسيس فيومان للقول ان «العزلة هي السجن داخل السجن. في العصور الوسطى كانت هناك الزنازين تحت الارض وفي العام 2006 وفي البلد ذاته هناك نظام العزلة الذي يتجدد بطريقة تلقائية ودون توقف» كل ثلاثة اشهر. وبدورها، ردت ممثلة الادعاء العام ادويج بيار قائلة ان «نظام العزلة يكون دوافعه اسباب امنية وليس اتخاذ اجراءات تأديبية». وفضلا عن مخاطر الفرار عبر اتصالات مع ارهابيين في الخارج، فان الامر يتعلق ايضا ب «مخاطر نشر معتقداته بين موقوفين اخرين»، وفقا لها. وقد اعيد كارلوس الى نظام العزلة في سجن فريسن في ضواحي باريس اثر مقابلة مع محطة «ام-6» التلفزيونية في اذار/مارس 2004 والتي رفض خلالها طلب الاعتذار من ضحايا اعمال ارهابية اتهم بارتكابها مؤكدا انه «ليس هناك ضحايا بريئة». يذكر ان اجهزة الامن الفرنسية اوقفت كارلوس في السودان في اب/اغسطس 1994 وتمت ادانته في 24 كانون الاول/ديسمبر 1997 بالسجن المؤبد لارتكابه جريمة ثلاثية في باريس في حزيران/يونيو 1975. ومن الخامس من الشهر الحالي، اعيد كارلوس الى وضع السجين الطبيعي وانما في سجن كليرفو هذه المرة. وفي رسالة بعث بها الى محاميه اطلعت عليها فرانس برس، يصف هذا الاجراء بانه «مؤقت» ويقول انه من «الان وصاعدا اصبحت اكثر عزلة جغرافيا منذ خطفي من الخرطوم».