هوس غير مسبوق للفتيات في العراق بمتابعة صفحات «فايسبوك» الخاصة بمحال صياغة الذهب والمجوهرات غالباً ما تكون نتيجته تصريف بضائع الصاغة بسرعة فائقة. ويستخدم الصاغة حالياً موقع «فايسبوك» في شكل أساسي للإعلان عن بضاعتهم حيث تتسابق محال المجوهرات للإعلان عن بضائعها بطرق مختلفة. ويعرض كثيرون منهم الأوزان والأسعار في شكل تفصيلي مع أجور الصياغة ونوع الموديل وصور له بل أن بعضهم يعرض توصيل الموديلات مجاناً سواء كان داخل بغداد أو في باقي المدن العراقية. مئات المواقع الإلكترونية التي تنشر موديلات مختلفة من الذهب تجذب الفتيات وتفتح شهيتهن للتعليق ما ضاعف من مبيعات الذهب التي تملك صفحات خاصة، التي تجاوز عددها متابعيها من النساء ثلاثة ملايين امرأة بمختلف الأعمار. نرجس سامي (21 سنة) واحدة من الفتيات المهتمات بمتابعة صفحات الصاغة على «فايسبوك»، وغالباً ما تقوم بشراء المجوهرات من تلك الصفحات بشكل دوري ولكنها لا تعتمد على المحال التي تعرض خدمة التوصيل بشكل كبير بل تفضل زيارة المواقع للاطلاع على نوع الموديل والسعر بعدها تقوم بزيارة المحل ذاته للشراء. تقول نرجس إن «فايسبوك» يوفر فرصة معرفة أنواع مختلفة وجذابة من الموديلات لكنه لا يوفر الفرصة ذاتها في التفاوض على الأسعار وهذا ما تفعله عند زيارة المحل والحديث إلى التاجر. وتقول: «التفاوض جزء مهم من عملية الشراء لا سيما في ما يخص أجور الصياغة أو المصنعية كما يسميه البعض لأن سعر الذهب عالمي وثابت». وتضيف: «حينما يتم اعتمادي كزبونة دائمة في بعض المحال بالتأكيد تتم مراعاة السعر وأحصل على تخفيض مناسب فضلاً عن ذلك فإن بعض المحال وبسبب عامل الثقة تسمح لزبائنها بشراء الذهب بالتقسيط وبذلك يمكنني الحصول على المصوغات التي تعجبني ولا أملك سعرها كاملاً». ليست نرجس وحدها من تعتمد أسلوب شراء الذهب بالتقسيط فالكثير من محال المجوهرات تمنح زبائنها الدائمين حق شراء المجوهرات بالطريقة ذاتها بل أن بعض الصاغة لا يطلبون سوى (200 دولار) قسطاً شهرياً عن قطعة ذهبية يتجاوز سعرها (3000 دولار) وهذا الأمر زاد من إقبال الفتيات على اقتناء الذهب. وشجع وضع السوق العراقية في السنوات الأخيرة الصاغة على اتباع أسلوب البيع بالتقسيط لا سيما لدى زبوناتهم الدائمات أو قريباتهن وصديقاتهن اللائي تقوم الزبونة بكفالتها أمام أصحاب تلك المحال، فالبيع بهذه الطريقة يسهم في تصريف البضائع بشكل أسرع. رفاه حسن (31 سنة) من المتابعات لصفحات «فايسبوك» التي تعرض موديلات الذهب وتقول إنها تختار الصاغة الذين يعلنون عن تخفيض أجور الصياغة قبل زيارة المحل، لكنها تفضل أيضاً زيارة المحل لشراء بعض الموديلات ولا تطلب خدمة التوصيل إلا حينما يكون محل المجوهرات خارج بغداد. وتضيف: «ليس من السهل زيارة المحال في باقي المدن من أجل قطعة ذهب ولذلك أطلب منهم إيصالها إلى المنزل بعد الاتفاق على جميع التفاصيل المتعلقة بالسعر والقياس، لا سيما في ما يخص الخواتم لأن عدم مطابقتها لقياس أصابعي يضطرني إلى زيارة أحد محال الصاغة القريبة لتصغيرها». ويؤكد كثير من الصاغة أن «فايسبوك» أسهم في شكل كبير في تصريف بضائعهم وتسويقها في شكل أسرع من ذي قبل بل أن بعضهم اكتسب شهرة واسعة بفضلها وأصبحت النساء تتحدث عن تلك المحال في الجلسات الخاصة بمناقشة شراء الذهب بل أن الكثيرات أصبحن يتباهين بالشراء من محال بعينها. نادر حاتم صاحب محل الخيزران لصياغة الذهب يقول: «اختيارنا للفايسبوك للترويج لبضائعنا كان مدروساً، فجميع العراقيين لديهم حساب على «فايسبوك» حتى الأميين منهم، ولذلك يمكننا العثور على زبائن جدد في شكل دائم».