تعتبر تربية الأبناء من الأمور الصعبة جداً، إلا أن غالبية الآباء تتفق أن مرحلة المراهقة هي الأصعب، إذ يعاني الآباء من عدم انصياع الأبناء لأوامرهم وكسرهم القوانين. وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية دراسة حديثة كشفت أن التهور أو الطيش يكون جزءاً من تكوين الشاب في هذا العمر. وأوضحت الدراسة التي نشرت في دورية "العلم التنموي" أن الجزء المتعلق بالتهور والمخاطرة في الدماغ يكون أقوى من الجزء المتعلق بالعقلانية، مؤكدة أنه مع ذلك يجب عدم فقدان الأمل في الأبناء عند مرورهم في هذه المرحلة. وتضمنت الدراسة مراقبة سلوك حوالى خمسة آلاف شخص بين سن ال10 وال30، من 11 بلداً مختلفاً، ليتبين أن سلوك التهور لدى المراهقين هو نتيجة مستويات متدنية من ضبط النفس. وقالت البروفيسورة المشرفة على الدراسة من جامعة "تمبل" في ولاية فيلاديلفيا الأميركية، لورنس ستينبيرغ: "كون السبب عضوياً، لا يعني أنه لا توجد أي طريقة للتغلب عليه"، موضحة أن الآباء يجب أن يكونوا أكثر إيجابية وأن لا يتوقفوا عن محاولة تصحيح تصرفات أبنائهم. وأضافت: "يجب أن نجعل السلوك الرصين تلقائياً"، إذ أظهرت النتائج أن المراهقين يعانون من صعوبة الاستماع للجزء العقلاني من دماغهم، وهم تحت ضغط اجتماعي عالٍ. لذا، تنصح ستينبيرغ الآباء بمناقشة الأحداث والمواقف التي يمكن أن تحصل مع أبنائهم لإيجاد الحل الأمثل، حتى يستطيع التصرف عندما يتعرض للموقف في الواقع. وأوضحت دراسة أخرى، أجرتها جامعتي "كورنيل" و "تكساس دالاس"، أن الآباء يمكن أن يساعدوا أبناءهم في التغلب على هذا السلوك. وقالت المشرفة على الدراسة، فاليري رينا: "يجب عدم التركيز على ما إذا كان الأهل سيكتشفون خطأ ابنهم، بل يجب التركيز على أن الابن نفسه سيتضرر"، وأردفت أنه "يجب التوضيح لهم أن الآباء هم مصدر أمانهم في حال وجودهم فقط، فإذا لم يكونوا معهم يصبح الأمان مسؤوليتهم". وأكدت ستينبيرغ أن التهور يكون في ذروته عند السن 19، لينخفض بين ال23 وال26، موضحة أن مكان النشأة والبيئة المحيطة يؤثران في شكل كبير.