أعلنت القوات العراقية تقدمها للسيطرة على قرى جنوب شرقي الموصل، وحضت سكان المدينة على «إشعال انتفاضة ضد داعش»، مؤكدة قتل «وزير الحرب» في التنظيم بعد أيام قليلة من توليه المنصب، فيما أشاد بها المبعوث الدولي إلى العراق يان كوبيتش وبدورها في «المعركة التاريخية» التي تشكل «بداية نهاية ما يسمى خلافة داعش». وتعول القوات المهاجمة على محوري الشمال الشرقي والجنوب الغربي من الموصل، لتشتيت دفاعات «داعش» الذي يعتمد كثافة الهجمات الانتحارية و «الانغماسيين» والقناصين، واستخدام المدنيين رهائن لوقف تقدم الجيش، ما يجعله حذراً بالتوغل في عمق الأحياء ويطيل زمن المعركة ويجعلها أكثر صعوبة من المعارك التي خاضها في الفلوجة والرمادي. وأكد قائد العمليات في الموصل الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان، «السيطرة على قرية عباس رجب، ومواصلة التقدم نحو قرية النعمانية باتجاه ناحية النمرود في محور شمال الزاب، قرب منطقة الحضر والبسطلية». وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع إلقاء طائراتها «ملايين المنشورات والصحف في الموصل تحض السكان على الانتفاض ضد التنظيم». وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» أمس، «قتل الإرهابي المدعو خالد الميتويتي المسؤول الجديد لما يسمى هيئة حرب داعش، بعد قتل سلفه الإرهابي المدعو مهند حامد المكنى أبي عائشة الببلاوي على أيدي أبطال الفرقة المدرعة التاسعة في حي الانتصار في الساحل الأيسر للموصل». وأضافت أن «القوات في المحور الجنوبي الشرقي توغلت داخل هذا الحي وجديدة المفتي وحي الشيماء، كما تمكنت في المحور الشرقي من تطهير مناطق أحياء السماح والزهراء والملايين»، وزادت أن «المحور الشمالي شهد تطهير مناطق السادة وبعويزة وقرية الحديديين، فيما عملت قطعات الحشد الشعبي في المحور الغربي على تطهير القرى المحررة والطريق الرابط بين تقاطع الحضر وعداية». وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق عبدالوهاب الساعدي، إن قواته «تمكنت من قتل 30 إرهابياً ودمرت 10 عربات مفخخة في المحور الشرقي». وأعلن مصدر عسكري كردي أن «قوات البيشمركة قتلت 17 مسلحاً من «داعش»، كانوا مختبئين في ناحية بعشيقة، بعد يوم من القضاء على 12 آخرين، «وواصلت تطهير ما تبقى من الجيوب في الناحية». وقال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، خلال زيارته مواقع «البيشمركة» في محور بعشيقة، إن «داعش لم يعد يشكل تهديداً للإقليم»، وزاد أن قواته «لن تدخل إلى الموصل، وكذلك قوات الحشد الشعبي، وفق التفاهمات التي جرت قبل انطلاق المعركة». من جهة أخرى، هنأ كوبيش في إيجازه الدوري أمام مجلس الأمن في نيويورك، «القوات العراقية التي تخوض الحرب ضد داعش في الموصل وتقدمها المُطَّرد الذي تحقق في معركتها التاريخية». ووصف العمليات الجارية بأنها «بداية نهاية ما يسمى خلافة داعش في العراق، جسد ذلك الدعم المتزايد من السكان المدنيين لهذه العملية وما سبقها من عمليات التحرير أفضل تجسيد». واعتبر «تحرير العراق معركة كل العراقيين ووحدتهم من أجل مستقبل بلادهم بوصفها البيت الذي يجمع الشعب، بكل المكونات والجماعات والأقليات العرقية والدينية لتعيش سويةً في جو تعمُّه قيم العدالة والمساواة والسلام والتسامح». وأضاف: «إننا نشهد ولادة عراق جديد تحظى فيه قواته الأمنية بترحيب المدنيين الذين ينظرون إليها كقوات مُحررة».